أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الجمعة، 24 يناير 2020

الـحُـبُّ والممات بقلم معروف صلاح أحمد


معروف صلاح أحمد 
شاعر الفردوس يكتب :
( الـحُـبُّ والممات )
~~~~~~~~~~~~ 
*( الحب والممات )*
يُـقالُ للروابي 
في البوادي مرتفعات 
وتم تصنيفها
بين التلال والجبال 
والصحاري أم الهضاب 
ومضادها الوهدات 
والمنخفضات والواحات 
وإن عوت الريح فيها
طاشت بالحصباء كثبان
وتطايرت منها الرمال
فذلك الحمادات
فمن يتسلق ذروتها 
لجلب شقائق النعمان
ويسلم يديه للهواء ندمان ؟
مجنون ومأفون وأحمق الوجدان
موصوف بالغباء بعض إنسان 
وأنت يا قيس 
أتمسك الجمرات وتقلبها بالبنان ؟
أتراها جمادات ؟
وما تشعر بلدغة الثعبان 
ولا بحرق كوي لهيب النار 
إلا من جوي العبرات !
فهدبك يا ليلي قتال
قنا رمح جبار
ما أسكن قيس الديار
فمن أسكنه عين الفؤاد بالمرار؟
وقيس خافت الجنبات رحال
يصطاد غزلان البراري كرار
بقيثارة مزمار أشعار أقدار 
شبعان ريان لا يبالي
بقشعريرة دبيب المسامات
يتأمل عين الريم والظبي بالآهات 
في العلا ملاك إحسان 
إنَّها تشبه عيون ليلي
والرمش الكحيل زجال
فيزأر ويحوم دون المنال
والأنفاس تزوم 
لغدوها ورواحها كرار
ويبرق من العين لمعان
الدمع مستفيض وغرقان
والأيل ظمآن بغفران
يفكها من الشباك 
بحنو وتحنان ووصال
ينظر للغيوم كما الجرزان
بردان حران نشوان
يسقيها من الجرار
يطلق صراحها للعنان
ويرسلها لليلى
وينادي النجوم 
ميت حي يقظان
وما من بديل
وما معه تاويل
ولا تسجيل بيان
وإن جاء يرسف مع الحجيج وتعلق باستار الكعبة كالمريد
يطلب الشفاء من الداء العليل 
ولا يسأل المزيد
تراءت له ليلي ببستان
كطيف الهمس الخفي الجليل
ناجاها في السراب كالظليم
لا يباري بالشرك العظيم 
مشبوب كالقطا
تأخذه المروة والصفا
مقيد غير عليم بالرؤى
لا يدري كيف يدنوها 
ويصفو بها ويسمو كالسلسبيل؟
لا يدري الدليل ؟ ولا كيف السبيل ؟
لا يعرف كم من الركعات ولي
كم صام وكم صلى 
في الليل والنهار
وما أدى وما صلى
وكعبة الحجيج بالكمال
ملثم الوجه بالغبار
وأفضى بالجمرات 
في منى وعرفات 
هام لا يرجو رحمات
السيف إلا بالصليل
يتمتم بالغمغمات 
تباشره الهفوات
يحب ناقتها بعيره 
متورط ومثيلي 
وعليه تزعق الذئاب
قبل أوان الرحيل 
وبعد فوات العمر النحيل
بعرى الزمان والمكان 
فأولى له ثم أولى
فقد تاهت الخيوط العسجدية
وكبده المقروح الضحية
رحماك ربي بقيس 
حين هوى بالدلال 
وانزوى عن الديار
بالحسن والجمال
يبغي الشفاه الأخيلية 
يروي الحروف النرجسية
فصار قتيل الرماح بلا هوية
اسير العيون المخملية
تطايره الرياح المرمرية
تشاطره في النوادي الأمسيات 
ولا يجدها بالشطحات العنبرية
بين البوادى والحضر والممات.
~~~~~~~~~~~~~~~
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.