المعلم والنصاب بقلم : عبد المجيد الجاسم

............................. المعلم والنصاب. ......................

الحسكة عام 2019 في بيت من بيوت العزاء قرر أحد المعلمين أن ينصب على نصاب داخل خيمة العزاء بعد أن قيل له من زملائه الذين معه ذلك الرجل الذي يجلس في صدر المجلس نصاب وله تاريخ حافل بالنصب والاحتيال على الناس ولا أحد يستطيع أن يكتشفه أو يتخلص من نصبه وذلك لما يمتاز بالذكاء والفطنة والكلام الجميل ! وصار رفاق المعلم يصفون حوادث وحوادث لنصبه واحتياله على الناس ، بالإضافة إلى ما كان يسمعه من الآخرين فقرر المعلم ان ينصب على النصاب ويتحدى ذكاءه وفطنته وأن يظهر أمام زملاءه انه انتصر على النصاب ! بعد أن أعلن لهم ان ممن ينصب عليهم جهلاء . فقال له زملاءه إذا استطعت أن تنصب عليه وتشلحه المسبحة القيمة التي بيده نعترف لك بالذكاء. فقال اعطوني مسبحة ليست عليها القيمة وعندما اجلس بجانب النصاب وليأتي وليجلس بجانبي أحدكم فقط وليسألني عن قيمة المسبحة التي بيدي. ...ويترك الباقي علي.......!

وفعلا تم جلوس المعلم ( م. س .)بجانب النصاب وصار يتداول معه مواضيع شتى إلى أن جاء المعلم الثاني وجلس بجانبهما. قائلا للمعلم :( م. س) كم اشتريت هذه المسبحة الرائعة فقال له قيمتها لا تقل عن عشرة آلاف ليرة سورية هكذا قيمت ممن يتاجرون بالمسابح . وهي هدية لكن يبدو أن المسبحة عند جاري جميلة وأفضل منها لو يبادلني لبدلته بمسبحتي عندما سمع النصاب ذلك قال لامانع خذ هذه واعطني التي بيدك فتمت المبادلة ثم غادر المعلم خيمة العزاء منتصرا مع زملائه. ..مهنين له.بالانتصار. لكن الذي حصل بعد أن تأكد النصاب أن المسبحة التي بادلها لا قيمة لها وشعر أنه نصب عليه فقرر التفتيش عن بيت المعلم إلى أن حصل على العنوان فطرق الباب صباحا يسأل عن المعلم فقيل له بالدوام وجاء ظهرا وقيل غير موجود وجاء مساء وقيل ذهب ولا ندري إلى اين ..! ..كان المعلم قد أوصى زوجته وأولاده بذلك اذا جاءكم رجل ذاكرا لهم مواصفاته 

قولوا له:غير موجود. ...وفي اليوم التالي وكذلك اليوم الثالث صار النصاب يسأل عن المعلم. .صباحا وظهرا ومساء وزوجة المعلم وأولاده لا يعرفون ما هي القصة إلى ان ذاقوا ذرعا من هذا الرجل. فقالت الزوجة لزوجها ما هي القصة لأن الرجل أمام الباب الآن ماذا أقول له قال: اعطيه مسبحة في جيبي وخذي مسبحتي منه لأننا تبادلنا المسابح أردت أن القنه درسا بأن لا ينصب على أحد يبدو انه صعب من ينصب على نصاب.

بقلم : عبد المجيد الجاسم / ابو حيدر