أنتفاضة الخراب
------------------
شبه بيوت أم خيمة هجير خلاخيل دمي
ام نهار أرمد العينين ثنايا خربة نائية
أرمي حلتك البيضاءعلى ناطور البجع
الأفق وراء السفوح أجراس غياب !
السواحل الصفراء دواليب عويل ..!
قد لاح َ وجهك لوحا ًمن زقزقات
أسقى غمغماته المتربات فحيح سأمِ
مدائن ٌ على ردهات خسران
تخوض في برك اللظى شهيقها
حصان الرهان حملها الى برّ التراب
وفراشات غبق الجناحات أستحمت
في بحيرة زئبق مخطوطة بقارورة ندمِ
بحاراً كنتُ على مرافئ الانتظار
ألمح بكاء الحمام من خلل اليباب
وفي هدب الفيافي وعقيق مريمِ
أكنيك يوحنا المعمدان
متكأ على بحر الارامل
تتأمل زهرة النسرين
تحلب غناؤها السنين الكليمة
وأنصراف القمح عن رفوف فمي
أناجيك هلال الحصاد مثلوم النداء
يدق بابي مثل حب قديم
يأوى تحت شجيرة الحداد
كم عام لبثنا في مضاجع السنين
جائعة هي الحرب لطلع النخيل
جاءت تدمدم بالسدمِ
رفأ القربان عينيه جبريل خلي جناحيك
لاتتعجل بالنسمة الزاهية
فلتمحوا جراحي خطايا الابقين
الارض تنجب ذئاب وعيدان ثقاب
اه مااقسى الطغاة ان اغاروا على المخيمِ
صلوات الحسين القتيل على كبده الرّاعف
ومصحف ترعرع منكسر الجبين
فليحدثكم الطحين عن خضابة
وليحدثكم مليك العشق عن غيابة
عبر زجاج النهر رايت ثغره المتبسم
اكنيك انحناء الدفلى وأنكسار الزرازير
تتفجع في السهوب الضحال !
مغلوبة الغناء مذ بلغت تغريبة العشرين
تفتش عن ذاك العراق الغريق في لجج الندامة
تندب شهريار تهرقه مناحات المحرم ِ
رباه هل هذا العراق معرّة الغرباء
اين غاب قمر الفرات ولفيف الفقراء
وهل تقطعت كفاه الآلئ
لتحصد القرى الخاويه بيادر الخواء
وغراب السماء يومئ للارامل بالموت المُحتمِ
ألاأيّـــها العابر نحو سور المشيب
دك مهمازك ظلامة اكواخ الصفيح
واغرس عصاك جفن الطبول
كي يدفنّ الخلان أشلاء العصافير
او يبنون سدودا لسفينة نوح وعربة للشؤومِ
تركت قبلتك ياعراق
يصلي صوبها اللصوص
يبني سمسار النفط جانبيك هزّات مخيفة
كل الذين سبقونا عراة
كل الذين اغتصبوا محمدا دار الصلاة
رحلوا خمص البطون
وما استفاق التابعون
وما شبع الجراد ولا خيل الطغاة
رضعوا ثدي الضباع وتقاسموا رقاب الغنمِ
فلتغوص قبابك في التيــّه
ولترضع من ظلعها المحدودب
عشتار ثديها الذابل
تمشط اقدامها العارية عرافة الظلموت
رصاص , جوع , لصوص
تماثيل بغداد
حتى اذا متنا غسلونا بسدرة من ورم ِ
حتى اذا اجتزت حزن البلد النحيب
على مدار السواد
تطايرت اعشاش الطيور كالضوء الخفيق
وتراعشت حفنات الحنين
على جناح عصفور من الزيزفون
شاهين الطمع ينقض على قبرات ريفك المظلم
فلتكوني هامة الاعوام الجريحة
ومداد المتعبين
يثرثرون الجرائد في مقهى عجوز
وينطفأ مصباح
ابعد البيوت الثقيلة الاحزان
ناميّ وحيدة كراهبة المقابر
كي تتاملي في الافق نشوة العدم ِ
الا ياطائر الليل السجين
املي على الجدران كفا ً من الالحان
لتمسح دمعة صبية الاحراش
يطاردها قراصنة الشعير
لاملامح للغيوم تحاذي تلك الصخور
سوى نسيم القلوع .
عساها ان تهطل شمعا ذخيرة الغممِ
غدا سيستفق عطار الورد
رغم دهاليز اللصوص وتجار الرصاص
ويولد طفل البخور
مزدانا ً بوضوء الحسين وخطاب زينب
غدا ً تعشب على قربة العباس اغنية الجداول
كي يأمن غزال الشمال في عسقلان
فلاذئب يطارد الحملان
سوى نرجس يزخرف البقاع وغبطة الحرم.
.-----------------------------------
حيدر الزيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.