رباعيات الحب والنضال.
الفكر منشغل بنــار الحبيــب°°°°والقلـــب يصــلى بذاك اللهيب
والروح بوهم اللقــاء علـقت°°°°تنادي الحبــيب ولا من مجـيب
وغايتها من حبــيب رضـــاه°°°°فــهو المصاب وهــــو الطبيب
وما دون ذلك محــض هراء°°°°وإن كـــان مربعنــا ذا سلـــيب
°°°°°°
مال السليب يا حبــــي ومـالي°°°°فالعمر كليل عن فــكر النضال
ومهما يطول لــــنا لبـــانــات °°°° وعشق الحبيب وسيع المجال
ففيه السرور يعــم النفــــوس °°°°ويجلو الهمــــــوم بطيب المآل
ودعك من الفكر في ما يسيء°°°°وسارع لمغنم روع الآمــــــال
°°°°°°
كذا العقل إن خامرته كـــرامه°°°°فخـــدره ليس عليــــك مــلامه
وعاقر عقاقيـــر تهـــــــوي به°°°°واجنح بنفســـــك نحو السلامه
ثمـــار النضال بسوء المـــآل°°°°دليــــل الإرهاب فيــه عــــلامه
ومال الكفاح كــــذنب ومالي°°°°ليغشي حيـــاتي سواد الغمــــامه
غنى الأستاذ الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب للحب وأشاد به وبجمال متعه ومعاناته، وما شدّ انتباهي أكثر وحيرني بيت في رائعة القصيد سهرت منه الليالي، حيث يقول :ما أقصر العمر حتى نضيعه في النضال؟.ورغم أن الفكرة واردة صريحة في القصيد ،إلا أنني لا أؤمن بان من غنى نداء الشرق والروائع التي تمجد الحرية والانعتاق وتحث على نفض الغبار، ومن أجل الأوطان خوض الوغى والغمار.يمكن أن يقصد التخلى عن الحق والركون إلى الدعة والسكون.
الشيء الذي أصبح يخامرني اليوم وأشفق منه ،هو ما آل إليه حال بعض العرب الذين أصبحوا هم من دعاة السلم رغم تعنت أعدائهم وتعاليهم، وفي المقابل أصبحوا يبحثون من بينهم على كل من يشتم منه رائحة التمرد على مسكنتهم وانبطاحهم وعمالتهم ،فينتقمون منه شر انتقام.أما المقابل الثاني الذي هو أشد وطأة وأدعى إلى الأسى ،أن هؤلاء إضافة إلى الاستسلام والتخلي عن أقدس الحقوق ،أصبحوا يبذلون أموال شعوبهم ترضية لأعدائهم وشراء لذلة كراسيهم،أغلب المسؤولين وذويهم ومن لاذ بطرفهم يولون وجوههم شطر الغرب، ليس من أجل طلب المعرفة والتأسي بنظمهم وطرائق تسيير حياتهم والنهوض بأوطانهم .بل الوجهة من اجل الليالي الحمراء في المواخير ودور البغاء، والكثير منهم يخسرون حياتهم باستهلاكهم الجنوني للكحول والمخدرات.كل هذا يحدث والشعوب تسحق بفعل الفقر والجهل والمرض.لم يقتصر الأمر على رؤوس الأنظمة وآتباعهم، بل تعدى الأمر إلى شرائح من المسحوقين والمدجنين والأسرى في بلدانهم إلا من رحم ربك وهم قلة .هؤلاء أصبحوا من المقلدين للفكرة الواردة في القصيد المذكور،كل المواضيع والمشاكل التي قدرها ربنا والتي تذبح يوميا طبقات وطبقات هذه كلها تهمل ويتم تجاهلها ،فقط لا يتم التركيز والإلحاح إلا على طقوس الحب والغرام وتباريح الوجد والهيام، مصداقا للقول الشعبي : ( كـ: من جارفه الواد وهو يقول العام مطار). الطيور والحيوانات الحرة النزاعة للانعتاق تتوقف عن طقوس الحب والغزل عندما تحبس ويتم سلب حريتها،وتعمل ليلا نهارا محاولة التخلص من سجنها.مرحى لو أخذ الحب والوئام والتآلف بين المواطنين من أجل رفعة وعز الأوطان،ولو الحيز اليسير من الاهتمامات لكان ذلك مبعث الأمل والاطمئنان.والمجال من بعد ذلك واسع للمشاعر والأحاسيس .
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.