فنجان ..
...
حين يكون مهيجا بحرارة القهوة الزاهية . تنتفض الرغوة البنية الداكنة في جوف الفنجان حيث تسكن محطات تتوثب على إثرها جرعات دفينة . كما يليق لتلك القهوة أن تبني عالمها المضطرب على سديمه . تارة يعج في غوغاء السراب وتارة أخرى يغفو لكي يقطف الشعراء النازحون ثمر الحياة .
بينما يظل ذالك الفنجان مبهورا بشكله الدائري يمتص الحزن من عضات المتكالبين على وشمهم المنمق باللهث حتى يسعل لهم التاريخ سعاله الجاف في حضيض هوامشهم المشهودة القتال من سليل ليل أكول .
فالفنجان لا يكون دائما طقس من شراب قهوة متبرجة صباحاتها الغائرة الأزمان . فهو معضلة في الشجون كلها . حين يكون طلسما مقروء بنباهات المرتادين على أحشائه التنبئية وهي تثير زوبعات التمظهر بين خيوط زبدية وبين رسموم تتراءى بلثم سحري في الدوران .
حينها تهرع الدنيا فنجانها المدلل لتقرأ عسير بيانات تختصر مسافات الهذيان . والفنجان عالم ينمو فتخترقه دهشة وعينان .
محمد محجوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.