عبدالحكيم المتعشق
«رقصة دم»
الدم ينهال..
دم الأحرار في قيود العبودية
دم الأبرياء يصرخ في كل مكان
يفرض وجوده في كل عالم صاخب
عالم تسوده الكراهية والحقد
عالم البشر المتوحش...
عالم الجاه الغاوي..
دم يتفجر لتتطاير شظاياه في
كل الحنايا..لتمس جدران بيضاء
تطبع بها انطباعا يعلل قساوة الأيام..
..دم طليق لاينضب سيله
دم يطهر أبدانا صافية
أبدانا طاهرة تحملها أنفس بريئة
أنفس عادلة مستقيمة
ياقضة بحركات الوجود الصاخب
حركات المفترسات الضارية
حركات حيثيات وظرفيات مستبدة
وقحة...أبت إلا أن تتبدى في أبشع صورها
.....ذاك الدم الطاهر
ذاك الدم السرمدي الزكي
ذاك الدم الأزلي
هو دم الشهداء..هو دم الأبرياء
دم الأبرياء الذي عج الوجود بصدى رحيلهم
دم التعساء الذي رسخ ذكرى في
ذاكرة كل رافع لدعوة الحق
كل مناضل في سبيل حقوق الإنسانية
ذاك الدم ليس دما عاديا..
..دم لا كالدماء..دم روحي
قبل أن يكون ماديا ملموسا
دم لاتدرك قيمته سوى الأنفس المدركة
المدركة للواقع العكر الذي تعيش
تلك الأنفس التي تنتمي لعالم لم يكن
لها الإختيار في الإنتماء إليه
عالم صاخب ممزق رديئ
عالم خبيث تتملكه الأحداث الصاخبة
كل مرة وكل حين
أحداث لولبية النكسات
أحداث عميقة الخبث والدنائة
إلا أنها تفرض نفسها في حنايا الوجود الصاخب
تفرض وجودها بين أنفس بريئة
لتعيبها..تسيئ إليها..تطعنها ببطئ
أحداث قاسية..وأقسى ما فيها
كونها تتقمص أقنعة عدة
لتتبدى في شتى صورها
لتريق الدماء البريئة
تلك الدماء القوية التي هي صادرة
من أنفس قوية وصامدة
صادرة من أرواح متعالية
متعالية لأنها تدرك مايروج حول وجودها
لأنها تحاول دفع منكر ألم بها
لأنها لا ترضى بذل ولا مهانة
لأنها على الأقل مجسد إنسان
تلك الأرواح...أرواح الناس
أرواح الشهداء
في سبيل ماذا؟؟!!
في سبيل إحياء عدل كاد يرفت
في سبيل إدلاء حق كاد يفنى
في سبيل إعلاء كلمة كادت تتلاشى
تلك الكلمة بتلك النبرة
نبرة حقوق الإنسانية
نبرة إفتاء العدل وإرسائه
والحق الذي جف سيله أو كاد
تلك هي أرواح الشهداء
تلك هي دماء المناضلين
تلك هي رهبانية الوجود الدامي
وجود الشهداء...وجود الأحرار
في قيود منهزمة ولو تبدو ورعة
في قيود الشمع الذائب تحت براتن
الشمس اللامعة...الشمس التي مهما غابت
مهما انحجبت ستنير ليتبخر ماكان ذخان
لتذيب كل القيود الزائفة
قيود الشموع الهجينة الواهية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.