عمالقة وأقزام
المال نعم العطاء رافع الشيـــــم°°°°مع الكريم الأريب صاحب الهمـم
هو الكساء سما والعقل صممــه°°°°ويصبـح نقمــة في خـارج القيـــم
هشاشة العقل قد تزري بصاحبه°°°°إذا دعا المـال للطغيان والصمـــم
يظــــن ذا المبتلى بأنــــــه بــدع°°°° من الخلائق حق الظلم والجــــرم
وقصة الفأر في ما يأتي موعظة°°°°لذي الكياسة قــــاد النفس باللـُّـجـم
كانـت نهايتـــه قُطّت قوادمــــــه°°°°فأصبح عاجــزا، سخــرية القمـــم
قصة خيالية رمزية تحكي مثال من يصاحبه المال والعتاد ، ويقليه العقل والرشاد، ليصبح بذلك عبدا لأوهامه مقودا بوهمه لرغباته ونزواته،ضانا أنه بالمدد والمال ، يمكن أن يقهر الصعوبات، ويقتحم المفاوز والعقبات. بيدبا الفيلسوف الهندي أورد قصة الفأر بعنوان الناسك والضيف ،الناسك اتخذ مغارة في أحد الجبال منسكا له ليتفرغ للعبادة وفعل الخيرات،كان يشعل نار القِرى في المساء رغبة في استدعاء الضيوف من عابـــري الطريق، الذين أدركهم الظلام، ولم يبلغوا مستقرهم ومقامهم،أحد الضيوف لجا إلى مغارة الناسك ضيفا،و خلال السهرة،استغرق معه في الحديث عن مشاغل ومشاكل الحياة والدهر، لكن الذي حير الضيف أن الناسك يقطع الكلام ويصفق تصفيقا حادا غير مألوف ولا مبرر.وعندها سأل الضيف الناسك عن السر، اعتذر له الناسك وأخبره أن فأرا يغافله ويتسلق الجدار رغم صعوبة ذلك لينال من متاعه ويعيث فيه فسادا ،فكر الضيف برهة ثم طلب من الناسك أن يحضر له أداة الحفر، ثم اتجه إلى جحر الفأر وأنشأ يحفر والناسك ينظر ويترقب،وما هي إلا لحظات حتى علقت صرة من عمق الجحر بحد الفأس وعند فتحها تفاجأ الرجلان ولم يصدقا عيناهما، صرة من الحرير حفلت بأنواع الجواهر وقطع النقد الذهبية وما عز من الحلي الموشاة بالأحجار الكريمة.أدرك حينها الضيف سر قوة الفأر والسر الذي يدفعه لاقتحام الصعوبات بقوة وعزم وتصميم.وحينها نظر إلى الناسك وقال الآن يمكنك أن تنام مطمئنا لقد جرد الفار من عوامل جرأته.
لم يكن الفار وحده هو الذي اغتر بماله وبـه اندفع نحو العقبات يود تذليها ويحاول تسلق ما لم يكن قادرا عليه، ولو انه نجح إلى حين في بعض المواطن إلا أن العاقبة كانت وبالا عليه بفضل من بحث في أمره واكتشف سره.
الفأرالمخرب هو مثال لأقزام من بني البشر يتبعون أسلوبه ومنهجه بعد أن توفرت لهم حظوظه ، نراهم اليوم وبعد أن أبطرتهم الثروة وأعمى بصيرتهم المال لم يقتصروا على محاولات تسلق جدران البنايات التاريخية الرمزية والعبث فوق قممها وتشويه وتقذير مشاهدها، بل تجرأت الأقزام تلك على التفكير في تحدي العواصف الإلكترونية والترددات الموجية و تسلق الجبال الشامخات الشاهقات،وذلك لجهلها بمدى المخاطر في كهوفها ومنحدراتها وكثافة غاباتها وذبذبات ترددها،هؤلاء يظنون ويتوهمون أن ما سيقدمون عليه لا يتعدى جولة في صحرائهم، بعد أن لاقوا ترحيبا من أذيالهم وعملائهم.قال تعالى :(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم). سورة البقرة من الآية .216 ولعل الله ألهمهم سوء توهمهم وغباء توجههم ليكون ذلك سببا في طحن عظامهم وإهراق ما تبقى من دمهم ليريح البشرية من شرهم وسوء أعمالهم،وإن غدا لناظره قريب.
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.