دامشقيوس " الشأم "
شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، قلب القاهرة وحلم عمّان،
ضمير مكة، غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن
وعكاز تاريخ لخليفة هرم .
إنها دمشق
أملودة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب
مثوى ألف ولي ومدرسة وعشرين نبي،
وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على أبوابها ...
إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته،
بداية الفتح وقوافله ، شرود القصيدة ومصيدة الشعراء .
دمشق التي تتقن كل لغات الأرض ولا أحد يفهم فحواها .
دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق
حرر صلاح الدين القدس وطاب موتاً في دمشق،
لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم من الأزرق ليكتبوا عنهم
لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحدوها عبق الإيمان ،
ومن المداخن ما يكفي "لتشحير" وجه سكان الكون .
لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية
وفي سوق الحميدية العريق ما يكفي أن يحتفي فيه نصف قارة
لديها من الحبال ما يكفي ليلف كرتنا الارضية
ومن الشرفات ما يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها على مهل ...
دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على إثنين
في أرقى أحيائها تسمع وجع " الطبالة " ، وفي ظلمة "حجرها الأسود"
يتسلق كشّاشوا الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين" .
دمشق ...لا تُقسم إلى محورين ، فليست كبيروت غربية وشرقية
ولا كما القاهرة أهلي وزملكاوي ولا كما باريس ديغولي وفيشي
ولا هي مثل لندن شرق وغرب نهر التايمز
دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية
وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة
وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،ستدلك عليه " كنيسة السيدة " .
لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فأما ان تعانقها أو تهرب منها ، وتقول:
جملة واحد إنها بحق مدينة التاريخ ولو أن بانيها " دمشاق بن كنعان "
مازال حي يرزق لقال لكم من هي إنها (دمشق قاسيون التاريخ )
بقلمي مروان كوجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.