لم يكن ذاك اللقاء الذي جمعني بك مجرد صدفة.... ربما لم يكن حتى مجرد لحظة عابرة اقتضتها طبيعة المكان... اظنه كان موعدا وقفت فيه على حدود أيامي... كنت معلقا فيه بين اسطر ساعاتي..
لم يكن حضورك عبثا.. حتى تلك الطاولة التي قاسمتنا فنجان قهوتنا لم تكن عادية فقد حرستها عيون القدر لتظل محجوزة لنا رغم زحمة المكان... أظنها كانت تتهيأ لرسم خارطتي الجديدة بكل حدودها وابعادها وتضاريسها... كانت حاضرة لتشهد ميلاد
إنسان...
اعرف ان حضورك لم يكن بالحسبان لانني لم أكن مهيأة لكي احدق في عينيك... لم تكن لدي الجرأة........ أطرافي كانت ترتجف وانفاسي تواجه غربة من نوع آخر.... لكن شيئا ما بدأ يتحرك في داخلي...
أحسست انني على موعد مع القدر.... إحسست بدفء نظراتك تتسلل لشراييني.... شعرت بعذب ابتساماتك تداعب نغمات الفرح التي عزفتها اوتار قلبي...
في تلك اللحظات تلاشت امام خطاي التي تربطني بالارض كل الدروب وشعرت بحروفك ومفرادتك تحملني كأجنحة طير... كنت أخشى ان أعود لتلك الطاولة حتى لا ارى فراغ مكانك رغم ان فراغه سيبدو اجمل بكثير من وحوه كل الحاضرين.....
بقلمي/ خالد جويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.