مراسيم الكتابة
شعر/حسن يحيى المداني
بلسم الجرح الكتابة
شمس دفء لا تواريها سحابة
وهي مشفى ذو طبابة
تنقذ الوجدان من سجن الكآبة
وهي صوت سندسي في سماء الحرف
نبراس المهابة
مثلما ليث بغابة
وهي موسيقى ترانيم الربابة
حاجباها ضفتان حول نهر
من قواف مستطابة
عاشقات للمعاني الخضر
عشقا ذا صبابة
في مداد الشعر ومضة
في عيون النثر يقضة
في مسار الحرف نهضة
في حنايا كل قلب شاعري
نرجسي الورد نبضة
لم ولن أهوى سواها
هائم حبري بها منذ صباي
متيم قلبي بها منذ صباها
لم أحب أنثى سواها
منذ أن أسقاني شهد الحب فاها
أنني ملك لها وهي ملك لي
كورد في رباها
كل يوم التقيها في يراعي
كلما استلقت على كفي يداها
منذ أن كنت صغيرا
إذ بها في رف قلبي كالحمامة
كلما غنت هديلا
حط في ثغري الغنا طير ابتسامة
ذات نشوى مستدامة
مثل فجر ذي كرامة
مشرئب الهام حيت هامه مليون هامة
في فؤاد الفجر نبض في حنايا
البوح روح
في مأقي كل عنوان وضوح
وهي للمعنى طموح
في ذرا المغنى صروح
وهي رايات انتصار فوق أرسان العلى
لا في السفوح
سوف تبقى نعم مأوى للنزوح
خط سير للفتوح
كف ترياق لأوجاع الجروح
ظلها في كل ظل
من ظلال الحرف لازب
ألتقيها كل يوم
في رفوف الورد أو فوق السحائب
كلما قبلت كفيها وفيها
كلما فاحت وردي في يديها
صار قلبي بالهوى العذري ذائب
وهي لي تاريخ شعري
وهي حزبي وانتمائي
وهي أهلى والحبائب
فيها أنفاسي ومنها جائني
عطر كريم أغلى من كل الهديا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.