♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ البداية والنهاية ♠ ♠ ♠
♠ ♠ من مكتبه في أرقي أحياء جنيف بسويسرا جلس يكتب ، كما تعود بعض أفكاره ، ولكن وجد نفسه تكتب شيئاً آخر ، كتب عن طفولته وكيف كانت طفوله بلا معالم ، وكيف عاش حياة لا طعم لها ولا رائحة ، بيت بلا أب مقيم فيه ويرعى أهله ، وأم وجدت نفسها بلا معين ولا تملك أية شهادة تعينها على الحياة ، فقط لا تملك إلا جسد جميل لم يعنيها من أمرها إلا أطفالها المسئولة هي عليهم ، فهامت تعطي جسدها لكل من يكفيها أولادها ، مرة بالزواج وكثير من المرات بلا زواج ، ثم ذهبت إلي المصير الذي لابد لكل مخلوق الوصول إليه ، ووجد نفسه مسئولاً على نفسه وأخوه له ، فما كان منه إلا أن دعى الله المعين ، فأعانه الله وأصبح إخوته البنات سيدات فضليات تزوجن من رجال أفاضل ويعشن في فيلات بعد أن كن يعشن مرة في غرفه واحدة ، وأخر في بيت ضيق ، والأخ أصبح واحد من كبار اصحاب الأعمال ، أما هو فقد عشق العلم فأعطاه العلم جزاء عشقه له ، وأصبح واحد مما يشار إليهم بالبنان في العالم وظل يصعد في سلم النجاح إلى منتهاه ، إعاد قراءة ما كتب فإذا المكتوب هو هذه الكلمات ، سأل نفسه ماذا لو لم يكن الله بفضله قد أعانه ، لم يجد إجابه إلا أنه وأخوته ، كانوا في مهب الريح ، فوجد نفسه يتجه إلي سجادة صلاته ، ليصلي شكراً لله ويطيل السجود ، وبعد وقت ليس بالقليل حضر له صديق ، فطرق خادمه عليه الباب فلم يجد إجابه ، ظل يطرق الباب دون رد فلما فتح الباب وجده ساجداً لله وقد فارق الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.