كُلُّنا مُغادرون لهذا الوجود
فصبرٌ جميل والله موجود
سيُغنيكَ لأنّهُ خَيرُ مَعبود
يَسْمَعُ نجواكَ وبالحُسنى يَجُود
فأنتَ المُصابُ ومِنْهُ الوعود
والصابرُ على المفقود
مِن أَحبّةٍ وثراءٍ وصحّةٍ وورود
كانت البُشرى بها يَعُود
في حياةٍ أو آخرة ستَجود
بخيرٍ وعطاءٍ وفرحٍ مَمدود
فكنْ ياأبا مُعتَز قويّاً جُلمود
ولاتُشمِتْ بكَ أبداً الحَسود
إبكِ ونُحْ بصَمتٍ محمود
وغالِبْ في العَلن حُزنكَ المعهود
حقّاً أنهم فلذات كَبدٍ ممرود
وأحلامنا التي كُنَّا نرتَجيها بلا قيود
فقد أَعطانا الله وكان كريم
واليوم يأخذ منّا مايُريد
لا نَقوى على مَنعهِ بنُكرانِ لَئيم
ولا نستطيع رَدّ المفقود بجحودِ سَقِيم
كَونَهُ ماأَخذَ إلا ليُعطينا
ولنتذكّرْ قصّة أيوب في ماضينا
كيف كان وكيف أصبح نَبينا
من مالٍ وصحّةٍ وبنينا
الى بلاءٍ وفقرٍ ومرضٍ ويَقينا
بأنّهُ إختبارٌ من الرب بهِ يَبتلينا
ثم الى حُسنِ مآل يَهدينا
فجَزاكَ الرحمن براحةِ بالٍ لكم تَعود
ورَفع عنكم صفة اليائس الكَنود
وعَوّضكم وَرداً يُعينكم على رَحيل الورود
الباقية في القلوبِ ذكرى عَنود
لاتُغادر الوجدان مهما بُذِلَتْ من جهود.....
د.عبدالرحمن محمد سلطان_ العراق
** كُتِبَتْ لمواساة صديق فَقَدَ إبنهُ العشريني في أحد إنفجارات بغداد**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.