أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

تغريبة نحو الشمال ... بقلم محمد الفضيل جقاوة

تغريبة نحو الشمال ..
.
سلي أنجم الليل تنبيك خجلي
بما في الحنايا من الشّوق ..
من لهب مستعرْ
سلي ربعنا .. من سوايَ
إذا الليل جنّ يطيب له في البراري السّهرْ ؟؟
أجرُّ الخطى هائما متعبا ..
و دروبي كهذا النّوى ما لها مستقرْ
تطلّ النجوم ..
و يومض من خفقات حنيني القمرْ
يؤانسني منهكا ..
في حناياه أنشودة لم يقلها ..
و لمّا يزل يعتري كل قافية
في رباها الحذرْ
أنا عربي ..
أحب المكارم .. أقفو الأثرْ
و لاميتي لم يزل عبقها بالبطولة
يزري الصّعاب ..
يعاف ابتذال الحضرْ
أنا لا أمشّط شعري ..
و لا أقتني ألف دهن ليبيضّ وجهي
و يسودّ بعد عنائي النّظرْ
لعينيك أنت أرتّل أحلى القصيد
و في أحرفي النّار ..
تلفح وجه المدى مولعا بالسّفرْ ..
يتوق إلى الصّبح يشرق مبتسما
بعد طول أسى و كدرْ
كصدّك صدّت تجرعني البؤس صنعاءُ
مولعة بعذابي ..
بنصل تغلغل في خافقي و انكسرْ
لصنعاء عشق تعتّق قبل اضطرام السّديم
و قبل اخضرار الشّجرْ
سلي سبأً كيف كنّا
و كيف زماني انكسرْ
لقد كنت صبّا قبيل ألوف السنين
أغنّي لعينيك ..
أقطف من جنّتيَّ شهي الثّمرْ
و أعبد ربّي ..
أرتّل آياته عاشقا معْ نسيم السّحرْ
و كنت على صهوات البروق
أطارد كلّ خطرْ
و إِمّا رأيت المنايا أحنّ إليها ..
شغوفا بكأساتها مفعمات ..
تطوف بها ناهد من حسان الغجرْ
سلي ليل صنعاء كم سهّد النّاي
فيه العيون ..
و للشوق في مقل الفاتنات هصر..
سلي ليل صنعاء ..
كم أرّخ الدّهر فيه حكايا البطولة
يبدعها فارس لا يهاب التّترْ ..
يجلي عن الأرض كلّ ظلوم أشرْ
يطارد كيد السّواحر ..
يفتك بالمفسدين شهابا
يقصر آجالهم قبل موعدها المنتظرْ
يحب الأباة و يشتل في أرضه مستهاما
بذور المحبة ..
يقطفها ياسمينا و فلاّ
و تعويذة تستدرّ المطرْ
بصنعاء روّضت أعتى الخيول ..
و نقّعتُ بيض الأسنة في نفثات الأفاعي ..
و أشربتها الموت تدعو إلى حفر و سقرْ
أحبّك أنت اختزالا لكلّ النساء ...
و ما لسواك يطيب بعيني النّظرْ
و أعلم أن هواك على صفحات الجبين
تأثّل قبل الخليقة ..
قبل امتداد السّماء ..
و قبل أنين الوترْ
لقد كان في صفحات الغيوب سطورا
تأنّق في وشمها إذ يخطّ القدرْ
كعشقك عشقي لصنعاء ..
كان البدايات ..
كان النهايات ..
و كان البقاء لبعضي ..
و كان التّرحّلَ صوب ربوع أخرْ
أنا سيّد للأساطير أبدعها هائجات ..
تفحّ و تزأر جوف الحوالك ..
تهزأ بالآخرين و ما واجهوا من غيرْ
سلي شهرزاد عن الرّكب صوب الشمال
يجدّ المسير ..
يجالد كلّ خطرْ
يهيم بأرض هنالك ..
ما وطأتها قبيل ركابي أماني البشرْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
20 / 09 / 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.