عائدة من الموت : ... أ.غسان حمدي أبوهدروس

عائدة من الموت :
وانا عائد إلى بيتي رأيت وجها في ثنايا الرمل
كانت تبتسم للسماء في مرايا الصفراء
وتومي لي بالكلام ...
وتمد يديها نحوي للسلام
وتقول خذني للقصيدة ..
خذني من حر الشوك واللظى
للأوقاتي الجميلة
خذني في بساتين قلبك
لاغفو قليلا في صوتك
خذني في صمتك
خذني لأبعد من حدود لغتك
وحررني من صورتي والأحلام
خذني من معقل دمي ..
لأنام في الكلام
خذني ...
ليبرىء دمي من حد الحسام
وأنام على راحتيك ...
يا وسيم الكلام
لابعث من جديد في روحك وحروفك
وتنتهي الحرب ويحل السلام
تنظر في رؤاي ..
فتبصر التلال خطاي
تنظر في يداي
فيمر الوقت في...
عيناها إلى عيناي
حصى متناثرة ..
وجذوع الشجر تتكأ ..
على صدر الريح
والأوراق أقلام ..
تكتب وتؤمي وتقول...
وتصيح في جريح
تسقط أوراق الماضي ..
في ايلول والزهر هادي وبالي
تنزع الألوان من صدر الفراشات
وروح الكلمات أجساد وكلمات
مرايا الفضاء مرايا ..
والسماء زرقاء وحكاية
في غيب الجميلات
ضحايا العشاق ضحايا ...
والعشق شظايا في قلب الحبيبات
حبيبة في الفؤاد ..يطفئها خريف الوقت
وتارة يجملها ويرسمها بأجمل اللوان
حكاية البلاد يأسرئها الصمت والموت
وتارة يمسحها من ذاكرة المكان
والنسيان
جميلة وسادتها وكانت الرمل
خفيفة أحملها في قلبي...
إلى قلبي ولا أضل
رشيقة تجري بي من ظل إلى ظل
أنيقة كأنها الليل في بساتين الضياء
كأنها الفلك تدور في روحي...
أينما تدور السماء
رأيتها في نظمي ومديحي والرثاء
رأيتها في كل قصائد الشعراء
حملتها في قوافي النغم والماء
حدثتها وحاورتني ..واحببتها
ووكانت معي وكانت فيي ..
في الذاكرة والنسيان
كانت تغني أناشيد الكيروان
وكانت تأخذني ..
من زمان لزمان ..
وترفع المكان مني
وتلقيه في المكان ..
فيحترق في تلك العينان
ويذهب الخريف...
وذكراه نافذتان
نافذة في ماضية تتفتح فيها الغصون
ونافذة في راويه تطل بالعيون على العيون
حضرت في طريق السراب
وخطفت بصري في الكتاب
واختفت في السحاب
حين بدت ملامحها في التراب
وبدأت هواجسها وسواعدها ...
تعانق حضوري في الغياب
واكتملت مفاتنها ..
حين أكملت صورتها
في هذا الخطاب
بقلمي ...
أ.غسان حمدي أبوهدروس