حنين الى امرأة تأبى الإياب ..
.
أحــنّ إليك ..
إلى همساتك عزّ الضحى ..
الى بسماتك ترسم وجه النهار
بديع الضياء ..
إلى ضحكاتك يلجمها الخوف
من عاذل لا يحبّ اللقاءْ
أحـنّ الى مقلتيك ..
لأرشف عذب القصيد
يرتّله قبل أن يطأ الأرض أفقُ السماءْ
أحنّ إليك .. إلى وطن عربيّ
تشكّل في داخلي طعنة و عذابا
و أرّقني في تخوم المساءْ
كعشقك عشق العروبة يذبحني
مولعا بالجفاءْ ..
يحبّ الشّتات المعتّق
يهديه يوم عروج المسيح ..
الى الغرباءْ
و يلجمني إن دعوت إلى الله زلفى
و يطفئ في خافقي ومضات الضيّاء
أنا من قبيلة عذرة
جئت أناشدك الوصل ..
أشدو لنجد هواك ..
فتبكي الجزيرة ..
يهتزّ قلب التوباد الى زمن الأصفياء
و يشكو ابتذال الغرام المحنّط
في كتل من غباء
أحبّك أنت ..
و أرحل في مقلتيك الى عالم من سناءْ
أأسس عرشي على الماء
يهفو الى الطّهر و الصّدق
يفضح كلّ كذوب عديم الحياءْ
كعشقك عشق العروبة
لمّا يزل يعشق الدّمع في مقلتيَّ
و يذبح أحلام صبّ قضى بائسا
في مهاوي الشّقاءْ
لقد عشت دهرا أراود وصل العروبة
انشد وحدتنا دون جدوى
ففي الأرض ـ سيّدة القلب ـ أرمدة من بغايا
و بعض من اللقطاء
و همْ أصبحوا بيننا الأمراءْ
ملوك همُ خذلتهم رطانتهم
غير أنا جبلنا على السمع للكلب
للقرد ..
للسوط ينهش لحم الصّغار ابتداء
لغاصب أوطاننا نستجيب
و نعطي لتمثاله موثقا و ولاء ..
و نصغي لكاهنه الخبّ باع الشريعة زيفا
يمجّد سادته النّجباء ..
و ينسب أبناء مرخان زورا لآل النبيّ
يخادعنا سفها يبتغي حظوة و عطاءْ
لكم قتلوا الشرفاء بفلس و ليل
فهم أجبن الجبناءْ
و أيّدهم كاهن يحسب الدين محض رضوخ
لأبناء عاهرة تحمل الغلّ في جانبيها صلاء
أيا امرأة سكنتني
و لم أتق عشقها مؤمنا بالقضاءْ
سأبقى أحبّك ..
أشدو إليك قصائد شوق
أرتّل في معبد الليل أحلى المزامير
أبدع أخرى مدلّهة بالرجاءْ ..
و أحلم بالعيد يجمعنا باسما فرحا باللقاء
أحبّك رغم الصّدود ..
و رغم الضياع ..
و رغم التجاهل يشتل في رده الأرض بؤسي
يثير المواجع ..
تطربه أنّة هصرتها أيادي العناءْ
أحبّك يا امرأة عذّبتني ..
أحالتْ لياليَّ بيضا
أصارع فيها جحافل بؤس
يلذّ له الدّمع كأس مدام
يعربد كيف يشاءْ
أحبّ العروبة جامحة
لا تصيخ لدقّات قلبي
و لا تستجيب إذا ما دعوت لوصل
تقهقه من صبوتي ..
و يضيع النداءْ ..
أنا يا حبيبة وحدي ألملم أحلاميَّ المنهكات
عسى أن تعود لها الرّوح
نرقص خيفة عذّالنا البلداءِ سواءْ
و في غمغمات الديامس أغمض عينيّ
من فرط الحزن ..
يمتدّ في غفوتي النيل بين الحواضر
أنشودة للبهاءْ
يرمّم كلّ الصّدوع ..
يلملم كل الجراح ..
و يجرف أبناء مرخان في قعره العربي
يطهّر أمصارنا ..
و يعيد البناءْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
17/04/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.