أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأحد، 22 سبتمبر 2019

يقظة اليأس... أ.غسان حمدي أبوهدروس


يقظة اليأس في فرح الماضي:
ومتى يكتمل بدري في هذا الظلام الطويل
ومتى يبزغ شعري في فجر الحرف القتيل
دمعة ترواض العيون ..وشوقا لكل ما مضى
وتسقط الغصون تلو الغصون
حزنا يصاحبني لست أدري من أين يأتي
مدني حائرة ..سفني شاعرة
والأوراق في غبار الطريق
تتطاير في مهب الريح...
ويرقص النخيل
والأرض صفراء الظل بنور القناديل
تجمع أفئدة أيلول للرحيل
حزينا فؤادي وحزينا بياني
نمت في وجداني عثراتي
وتغلغل الهدوء في صيحاتي
يقول لي طالبي ..
أحبك يا معلمي
حنونا أنت...
وفي قلبك أرى حريتي
وتكتمل حروفي فيك ...
وتكتمل في إبتسامتك رؤيتي
احبك يا معلمي ..
نظرت إليه نظره طويلة ..
وأنا اراقب هذا الجمال الطفولي
واراقب هذا الحب في عيونه ..
وفي صوته الندي
ولأزمني شعور الخوف والفرح
وقلت في ذهني ..
والذهول يغمرني
أخاف أن ياتي يوما ..
أفقد تلك القلوب البريئة
أفقد الحب في منتصف القصيدة
كيف ساكمل القصيدة ...
خفت أن تذبل زهوري
وتذبل بساتين العطاء الجميلة
خفت أن تمل روحي ..
من إنتظار الأمل
وتمل حروفي من العمل
ولكني حزين ..لما أنا حزين
لملمي شملي أيتها الجروح وابتعدي
طببي جرحي ايتها الروح وانصرفي
خذي لغتي من حنيني ..
وهجيني إذا لزم الأمر وانسحبي
يسكنني فراق منذ أمد بعيد
الأشياء في يدي ..وافقدها
يسكنني رفاق كما يسكن الدم
الوريد ...
والسماء في دمي .وابعدها
تسير بي الأماني..
مع أني مع عدت أتمنى
وتفيضى بي المعاني...
مع أني صرت اشجبها
ماذا تريد مني يا وحيي في هذا الخيال القاتل
ماذا تريد وقلبي ما عاد يجيب
وما عاد يستطيع أن يقاتل
ذهبوا آباءنا وتركونا وحيدين المشاعر
ذهبوا واخذوا قلوبهم في رحيلنا السائر
فقدنا الأمس بكل ما فيه من طيش وجنون
ورحل أمس الأمس وثارت لوعة العيون
ماذا تريد يا قلبي من ضلعي في هذا البيان
تغرقني وتحرقني وتتركني على فوه ..
براكين الأحزان والوجدان
حتى الحبيبة ما عدت ألقاها
حتى القصيدة أكتبها وانساها
وقمري ساهر لا يمل من أسر الارواح
وليلي قاهر لا يكل من كسر الصباح
وصمتي شاعر في مساء الأوقات
وكل الأوقات ذكرى وجراح
كنت عائد الي بيتي في السيارة
وانا في المقعد الأمامي
وعيوني ترقب الطريق ..
ارى الأشجار تسبقني للغياب
أرى الطريق تسرع في السراب
تمر الأشياء من حولي بسرعة ..
لا أستطيع أن اوقفها
لا استطيع ان أحاكيها
واعانقها ..
كل شيئا يتركني ويمضي
ويمر العمر على عجل ..
وهذا القلب يصرخ ويعوي
انظر في السماء تتسع فيها مواقع النجوم
اخفض بصري يصتدم قلبي بصخب الغيوم
انظر خلفي اري خلفي يدفعني لأمامي وظلي
تمر أوقات الذكرى وأنا أمضي ..
ألتفت أين ذهب عمري ..كيف ذهب عمري
بكل كلمة اتفوه فيها تتركني وتغادر حدسي
كل بسمة اتبسمها تتركني وتغادر وجهي
تنصرف الحواس ويبقى اللهيب....
في حسرات صوتي ونظمي
ويبقى يشعل قلبي
كم سمعت كلمة احبك وما كبرت
وكم سمعت كلمت أحبك وذهبت
كم كنا نحب الخلوات ..
وكم كنا نحب الكلمات
وكم ثارت فينا الذكريات
سمعت ما سمعت ...
فأين الأوقات فيما سمعت
وقرأت وكتبت وأين ذهبت
ولدوا بشر أوفياء
وصاروا بالحب والحنين
من مساء لسماء
وخاضوا منايا الهجاء والرثاء
ورحلوا إلى الوراء بالوراء
وعادوا للتراب حالمين بالبقاء
وعادوا للسحاب قائمين وشعراء
استسقوا بالماء وسقت بهم الأرض الأعضاء
مضى من مضى ولن يعود الوراء للوراء
انقضى ما انقضى ...
والأرض تهبطت وتصعد للسماء
عشقنا النغم والحرية
قلنا الكثير بلسان الفجر الأبجدية
وغنيننا أغاني الشموخ والوطنية
وصخبت ليالينا وصخبت أمانينا
في النشيد وفي هذة المرثية
وطننا بعيد.... وقلبا فقيد
ورؤوى ينفيها الوريد من الوريد
إلى روح الشهيد
يا نفسي كفاكي عذاب
ويا قلبي انصرف لقد ذهب الصحاب
ويا عمري اقترب السراب بالسراب
ويا أجلي أنا من موتي لا اهاب
ويا طالبي أحبك...
وأحب كل ما رائت عيني
وفي كل شيء رأيته تركت الجواب
أحبك وأخشى الغياب ...
وتركت في نور الوحي نار الكتاب
ورجعت وحدي في الغياب
أبحث في عمري الآتي في التراب
لكمل طريق حسراتي واشتياقي
في هذا السراب ...
وأنا أبحث في دروب الماء
عن سحاب
بقلمي...
أ.غسان حمدي أبوهدروس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.