الفصل الثاني ص٢
استيقظ المتوكل على الله على صوت أذان
الفجر فحمد الله وشكره .ثم قام فتيمم حيث لا توجد لديهم أي مياه منذ
البارحة فصلى الفجر
ثم تناول لقمة عجفاء.
وبعد شروق الشمس بدأ ماذا يفعل اليوم .. وكانت زوجته قد قامت وصلت الصبح . فبدأ يستعد لحمل الأحجار ذات اللون الأبيض التي
ينقلها من مكان بعيد عن الخيمة وبرغم ما به أرهاق شديد منذ الامس ألا إنه عزم على بدأ العمل في بناء الكوخ الحجري..
فقد أتجه إلى مكان وجود الأحجار وقام بحمل الأحجار على اكتافه طوال
النهار وقد تصلخت اكتافه ولا يظهر ألمه من هذا الجرح
أمام زوجته الحنون خشية أن تحزن عليه وتطلب منه التوقف عن حمل الكتل الحجرية وهو يريد عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد.
في نهاية اليوم قبيل غروب الشمس سرح الرجل في متاهة من الأفكار وكيف يواجه أعباء الحياة ومن أين يحصل على الدخل وهو مقيم
فى الصحراء ليس فيها أي فرص عمل فكاد الرجل يصاب بحالة من الجنون وأخذ يفكر في صعوبة الحياة في هذه الصحراء.
وبدأ يردد ويدعو الله أن يرزقهم ويوسع عليهم الرزق وقال في نهاية التفكير الله هو الذي يرزق كل المخلوقات
رجع إلى الكوخ وهو منهك من كثرة التفكير
.ز
فجلس على الأرض وقال.. لزوجته سأبحث عن مصدر رزق حتى نستطيع أن نعيش وأخصص يوما لتكملة بناء الكوخ ويوما لمصدر
المعيشة
فالأن لا نملك أي نقود ننفقها على إنفسنا ياليتنا كنا على شط النهر فقد كنا نحصل على طعامنا من لحوم النهر الطرية عندما
كنا نقوم بنصب الشباك حسبنا الله ونعم الوكيل في الظالم المفتري عمدة القرية
فقالت زوجته ..منه لله عدالة السماء موجودة وإلى أين يذهب من عقاب الله كل ظالم
فقال الزوج... معك حق إلى أين يهرب من حساب الله وما أقترفه من ذنوب وآثام يوم الحشر
سكت الزوج برهة من الوقت وقال بأمر الله غدا في الصباح الباكر سأسعى لطلب الرزق
أستيقظ ...المتوكل على الله، كعادته مبكرا وصلى الفجر وقال أستعنا بالله وتوكلنا على الله
وقبيل الخروج من الكوخ أيقظ زوجته لكي تصلي واعلمها بأنه سيخرج للبحث عن عمل
واتجه إلى الطريق التي تؤدي إلى المحاجر التي تقوم بصناعة الأحجار البيطاء
وبعد عناء شديد ومسيرة طويلة من المشي على الأقدام وجد محجرا وعرض على صاحب المحجر
أن يشغله في المحجر فقال له صاحب المحجر. للاسف لسنا بحاجة إلى عمالة
والله أنا عاوز أفتش عدد من العمال لقلة المحتاجين لهذه الأحجار أبحث في مكان أخر
ترك المتوكل على الله المحجر وهو في بحر من الحزن واليأس
ومضى يبحث عن محجرا أخر وبعد شقاء وبحث مجهد وصل إلى محجرا أخر
فقال لصاحبه بالله عليك تشغلني في المحجر فقال صاحب المحجر.. ياليت فالمحجر...سوف يغلق وأخر يوم له هو أخر
النهار ويغلق .... أصاب المتوكل الله أحباطا شديدا ودمعت عيناه،... ثم أسترجع الله والحمد
وكأن النهار على وشك الرحيل وعاد زوجته وعندما وصل ودخل الكوخ نظرت زوجته إليه وقرأت ملامح الحزن واليأس
على وجهه لم تسأله البت، وقالت غدا يأتي الفرج من عند الله وأطبقت السماء بظلامها
وقالت لزوجها عليك أن تنام بعد تناول الطعام وهى لقمة عجفاء فقد انهكك كثر البحث اليوم فيجب أن تستريح
مبكرا وغدا بأمر الله أبحث عن العمل ونام.......
بقلم كمال الدين حسين القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.