مساؤكم الخير والسعادة
خوفا من ان يصدأ القلم ...كتبت هذه القصة القصيرة ..بعنوان ( لقاء الغرباء ) اتحدث فيها عن مشكلة تمسك البعض بالذكريات ...والحياة بالاحلام والاوهام ...
......................... لقـــــــاء الغربــــاء .................
طارد الاستاذ حماد بقايا النوم ونهض متثاقلا لصلاة الفجر ...دفع زوجته ليوقظها ..وتصنعت النوم ثم نهضت حانقة ...بعد الصلاة ..تناولا افطارهما واتصل على ابنته ايمان يطمئن عليها ...لكنها لم ترد ...اخبرته زوجته انها تجعل موبايلها صامتا لعد م ازعاجها فى هذا الوقت المبكر ...ساعدته زوجته على ارتداء عباءته وناولته عصاه التى يتوكأ عليها بسبب تورم ساقيه من مضاعفات مرض السكرى بعدما باع سيارته عندما منعه الطبيب من القيادة ...طلبت زوجته عدم الخروج لسوء حالته الصحية لكنه اصر واخبرها انه سيذهب لتقاضى معاشه الشهرى من فرع البريد القريب ويشترى بعض البقالة ...فى الطريق هاجمته ذكرى حب حياته القديم مرة اخرى ..حاول صرفها ...وامرها بلاختباء فى دهاليزه التى اختبأت بها ثلاثة عقود من الزمان واكثر بل كانت ايضا سببا فى تفجر هوايته فى الشعر والادب ...لكنها رفضت واصرت على التواجد ...تذكر كيف فشل حبه القديم بسبب طمع الاهل فى زواج محبوبته ايمان من قريب لها غنى ...وكيف اصر على اطلاق اسم محبوبته على طفلته الوحيدة عندما ولدت ..تنهد بعمق وحزن وانحدرت دمعة حائرة على وجنته استقرت فى احد اخاديد وجهه ...ايه يا دنيا العذاب ..لم لا تمنحى احدا سعادة كاملة ...لكنه كان يجد بعض العزاء فى رؤية طيف ايمان على فترات متقاربة ..وكأن قلبه يقتات بالذكرىات ..ويتنفس بماضى الاحداث ...وصل حماد الى مكتب البريد وصرف معاشه الشهرى الذى لايصل الى خمس ماكان يتقاضاه فى وظيفته السابقة كمدير حسابات باحدى الوزارات ..ودلف الى محل بقالة كبير يتعامل معه ...وفجأة لمح طيف ايمان محبوبته ...هز رأسه لينفض شبحها من امامه ...لكنها كانت حقيقية ..كاد قلبه ان يقفز من صدره للقائها ...وظل يضرب اضلاعه بعنف يبغى الخروج للقياها ...نظر اليها وجدها تتحدث لمقاول تشطيبات وتحتد عليه لعدم انهاء العمل سريعا بشقة ابنها ...ابتعد قليلا وتوقف مستندا على عصاه ينظر اليها ...لم يتغير شكلها ...صارت اسمن قليلا وزاد جمالها ...ظل ينظر اليها ...التقت عيناهما ...احس بارتباكها ...حولت نظرها سريعا عنه ...يا الهى ابعد كل هذه السنوات يتم اللقاء مصادفة ...يالها من مصادفة سعيدة ...ظل قلبه يضرب اضلعه وتلاحقت انفاسه ...اقترب قليلا كانت قد انهت حديثها مع المقاول ...نظر اليها وعلى وجهه ابتسامة عريضة ...نظرت نحوه واشاحت بوجهها بسرعة ...وطلبت من عامل المحل وضع الاكياس بحقيبة سيارتها ...تقدم حماد منها وناداها بصوت ضعيف ..مدام ايمان ...لم تسمعه فاعاد النداء بصوت عال ...لكنها تجاهلته ايضا ...واتجهت لسيارتها لتنطلق بعيدا ...دخل المحل ولم تستطع ساقاه ان تحملانه ...طلب مقعدا من العامل ..جلس يفكر ...كان دائما يستدعى الذكريات ويقول ...
غفــت مشـــاعرى متكئة على مرار الســنوات
وتمخــض العـــمر واصــــاخ لآلام وآهــــــات
مضى قطـاره وما زلت اتشبث بقطرات الامل
صــــارخــا : هـــيا اســتيقظـى ايتها الذكريات
اليوم تلقى صدمة قاسية ..لم يكن يرغب سوى فى السلام والاطمئنان على احوالها وتمنى الخير لها ...كيف عاش كل هذا العمر فى احلام ...وكيف افاق انها كانت اوهام ..الان تمنى ان تختبىء الذكريات بعيدا عنه او تموت الى الابد ...فقد تقابلت معه الذكريات المجسدة لقاء الغرباء ....تمتم وهو ينهض متثاقلا ...الحمد لله فيما جرت به المقادير
قصة قصيرة ...على عوض عطية .. المنوفية ..مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.