الحب الاعظم(الحلقة التاسعة)
____________________
بعد ان عرفنا
كيف ابتلى ربنا احبابه وامتحنهم فى محبته وامر ابراهيم بذبح ابنه الوحيد
وفرق بين يعقوب ويوسف الذى كان احب ابنائه اليه وحرم اقرب الناس اليه من
ابنائه الذكور ليفرغ قلبه لمحبته وحده فمات كل ابناء رسولنا الذكور وهم
اطفال اربعة من الاولاد توفاهم الله لحبيبه وهم صغار فكان بلاء مبينا اكثر
من بلاء ابراهيم ويعقوب فقد حرم منهم تماما بعد مجيئهم وكان من الممكن الا
يرزق بهم اصلا ولكنه الابتلاء الشديد ثم كان الاختبار فى المحبة لكل
من أمن بالله فكماقال صلى الله عليه وسلم (اشد الناس ابتلاء الانبياء ثم
الصالحون ثم الامثل فالامثل )او كما قال ثم ياتى بعد ذلك الابتلاء العام
والاختبار لكل المؤمنين فى محبته سبحانه وتعالى فقال تعالى (23) قُلْ إِن
كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ
اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)
صدق الله العظيم
فسمى ربنا كل مايحبه الانسان وبترتيب محبته لهم ان كان
احد من هؤلاء اوكلهم مجتمعين احب الى الانسان من حبه لله ورسوله وجهاد فى
سبيله فليس بمؤمن بل هو يدعى الايمان ومحبة الله ورسوله وجاء سبحانه باصعب
اختبار ليبين المحب الحقيقى ممن يدعى المحبه وهو الجهاد فى سبيله الذى هو
بيع النفس لمن احب مع ان حب كل هؤلاء حب جائز شرعا وهو حب فطرى ولاشيء فيه
ولكنه ان زاد عن حب الله ورسوله وجهاد فى سبيله كان حبا مذموما بل يصبح
شركا فى المحبة ولماذا جاء الله بكلمة جهاد فى سبيله ولم يات بالصلاة او
الزكاة او اركان الاسلام الاخرى ذلك لان الجهاد فيه بذل للنفس التى هى اشد
محبوب عند كل انسان بل احب من كل ما ذكر وكذلك فان الجهاد فى سبيل الله هو
الذى يحمى الدين والارض والعرض والاموال والاهل ويحمى بيضة الاسلام فبه
تتحقق مصلحة الاسلام العظمى كماان النفس اشد حبا من باقى المحبوبات الاخرى
وهكذا يضع الله الناس جميعا فى اختبار المحبة ولا يستثنى من ذلك احدا الا
اصحاب الاعذار الذين لايجدون مايعدون به انفسهم للجهاد فى سبيل الله وتولوا
واعينهم تفيض من الدمع كما
قال تعالى( : وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا
مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ
تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا
مَا ...ينفقون)التوبة اية92
فهؤلاء علموا ان هذا الاختبار عام للجميع
وخافوا ان يتهموا بالنفاق او عدم محبتهم لله ورسوله ولكن الله يعلم عذرهم
وحين اعذرهم تولوا وهم يبكون ان لايكونوا فى صفوف المجاهدين ليثبتوا حبهم
لله والرسول
وهكذا كانت محبة الله ورسوله وجهادا فى سبيله مسيطرة ومقدمة فى قلوب المؤمنين
نسال الله ان نكون ممن احبهم الله واحبوه
_____________________________
بقلم/محمود عبد المتجلى عبد الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.