أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأحد، 1 ديسمبر 2019

العلم واللغة بقلم احمد.علي


العلم واللغة
عندما نقش الانسان الاول بعض الرموز على جدران كهفه علم انها ليس بحيوان وعرف أنها ذكي. فجعل من التواصل وسيلة تقدمه وتحضره.. فتواصل بالدخان ثم تركه لأنه يتبدد ثم اخترع الرموز لأنها تبقى ويستطيع بها تذكر ماضيه.. بهذه الرموز استطاع الوصول لمبتغاه.. فطورها واصبحت وسيلته لمشاركة ابداعاته مع الآخر و الدعاية لمنتوجاته..
بهذه الرموز حين تطورت ووصلت الى ما وصلت اليه اليوم وهي ثمانية وعشرون حرفا نزل القرآن.. وبهذه الحروف بلغ اسلافنا ما بلغوه من العلم حين ترجموا بها علوم اللغات الاخرى.. فبلغوا قمة العلم في كل المواد.. وبهذا العلم ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته وحثهم عليه فأنقدهم من جهلهم ومن عبادة العباد الى عبادة رب العباد.. بالعلم نفهم ونترجم الكون الى شيء نستوعبه.. وبدرجات العلم فضل الله بعضنا على بعض درجات في الدنيا وفي الآخرة.. فكم هو جميل الانسان المتعلم. كم هو إنساني الانسان المتعلم. كم هو صالح لنفسه وللناس الإنسان المتعلم. لقد خلق الله الانسان وأمره بالقراءة. وبعث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما أمره أول الأمر لا بالصلاة ولا بالصوم ولا بالحج بل أمره بالقراءة لأنها مفتاح التعلم وفهم معنى العبادات كلها. ولا بد انه محاسب غدا من ترك التعلم وهو قادر عليه.. ولا محالة أنه محاسب من حرم دريته من التعلم في هذا الزمان. الانسان إنسان بعلمه وقد وهبه الله من بين مخلوقاته عقلا به الملايير من الخلايا وكل خلية هي أذكى من أذكى أي حاسوب صنع حتى اليوم. فلا حجة لمن يقولون انهم لا يستطيعون التعلم.. ولو كان الأمر صعبا ما جعله الله فرضا على كل مسلم ومسلمة وما امر رسوله بأول أمر وهو القراءة ولا اوصانا رسوله صلى الله عليه وسلم بطلبه ولو كان في الصين وبطلبه من المهد الى اللحد. بالعلم تطور الانسان و طور معه محيطه.. لولا اولئك الناس الذين اجتهدوا وتعبوا و ضحوا بالثمين، ومنهم من ضحى بنفسه ليُنَظِّر لعلم أحس بأنه سينفع الآخرين، لما اصبح اليوم العالم قرية صغيرة كما يقولون. لولا هؤلاء الذين تعمقوا في الابحاث وقاموا بالمستحيل لسبر اغوار هذا الكون الذي اصبحنا نعرف من خباياه المثيرة الكثير. لولا هؤلاء لما طوينا المسافات طيا ولما ركبنا الدراجة ولا السيارة ولا الطائرة.. لولا هؤلاء لما اصبحنا نتابع الاحداث بالمباشر من كل اركان الكون.. 
كيف بنا اليوم أمسينا نرى من يتولون الامور يهملون التعليم والمعلمين ويهمشونهم وينشغلون بالطرب واهله ويقدسونهم. كيف بأصحاب الاموال يسعون لتنحية التعليم العمومي الذي يسعى لتعليم الفقير والغني ويسعون لنشر مدارس للنخبة ذات الارصدة البنكية وتهميش الآخرين.. ألا يعرفون أنهم بهذه الكيفية المجحفة ماليا ينشرون الجهل بدل نشر العلم. بمدارسهم الباذخة والممتلئة آلات و وسائط ادارية والمفتقرة للإنسان الانساني المتعلم فهم يساهمون في خلق جيل همه الكسب من وراء تعليمه بدل المعرفة. فالعلم ليس هو التكنولوجيا فقط بل العلم اولا هو اللغة التي هي وسيلة التواصل لكي يفهم كل منا الآخر. فبدون لغة ليس هناك علم. وبدون لغة ليس هناك اخلاق. وبدون لغة ليس هناك إنسان ولا إنسانية.. من كسب اللغة كسب العلم ومن اتقن اللغة اتقن فنونها من أدب بنثره وشعره ونقده وتاريخه ومن اتقن اللغة اتقن كل الفنون الاخرى من صورة ونحث وغيرهم.. فالفنون كلها ليست سوى لعب باللغة اذا اتقنتها.. واللغة ليس منها لغة للعلم ولغة ليست للعلم كما يلوك بعضهم اليوم ويمجد اللغات الاجنبية على اللغة العربية كأن يردد في كل المناسبات والمحافل بان الانجليزية هي لغة العلم. أقول نعم فهي اليوم الوسيلة الوحيدة لفهم وسبر اغوار كهوف العلم ولكن يجب ان نتساءل كيف وصلت لهذه الدرجة من الأهمية؟ ليست لأنها خلقت لغة للعلم ولكن لأن الدول التي تتكلم هذه اللغة اجتهد علماءها لتطوير لغتهم و بحثوا لتطوير معاجمهم و فرضوا لغتهم على الدول الضعيفة التي ما ضعفت الا بإهمالها للغتها الأم.. فلنحافظ على لغتنا لغة الضاد التي هي أحسن اللغات بلاغة واكثرها اشتقاقا..

احمد.علي صدقي من المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.