أيُها الساحر قلبي أين أنتَ
لم أفارق ظلكم منذ ابتعدتَ
أيها الآسرُ روحي حيث كنتَ
في سويداءِ فؤادي قد سكنتَ
كلَّما هيَّجَ قلبي شوقُكم
أفتح القلب فألقى فيه أنتَ
وبرغم الجورِ من هذا الدجى
لم يقلوا صلفاً أين حبستَ
غير أنَّ القلب يشكو حزنَهُ
ربما يبسم حقاً لو خرجتَ
خجل الكون وأغضى حيرةً
والوفا يعزف بالأحرار صمتاً
عاشقا للخلق الزاكي الذي
يرتديك الدهر والأنواء شتا
ليتنا نقتبس النور ونسمو
للمعالي مثلما أنت سموتَ
غير أن الخُلق العاليَ يبقى
ماثلاً فوق الذرى حيث وقفتَ
ولقد جاوزتَ جيلاً كاملاً
في الفدى والصبر حقا وسبقتَ
حاديَ الطهر وان هم غَيَّبوا
طيفك الوضاءُ عنّا ورحلتَ
سوف تبقى وطنا ترشقُهمْ
بحروف المجد والتنوير حتى..
تنتهي المأساةَ منه ُوالزعامات
التي تجثوا عليه مذ خلقتَ
والشذى والغيث يهمي فرحةً
ويعود الحقُّ تأذيناً وصمتا
كيف لا نحزن من فرقتكم
والندى والحب ولى منذ غبتَ
مُهابٌ وأنت بقيدِ الأسى
وحُرٌّ وأنتٓ بسجن العدا
ومن بين كل الأباة إباك
يزلزل أركانهم كالردى
مهابا ستبقى عظيم الرؤى
بعقل ذكي وقلب شدا
يفيض يقينك منذ ابتدا
يعلمنا الفعل و المبتدى
فيا غائبا لم تزل حاضراً
تعطر كل الربا بالهدى
إماماً ستبقى وإن غيبوك
تفيض بحلمك تجلو الصدا
ويا أمة لم تزل صامداً
تخط بنهج السلام الفدا
ومن بين كل الرجال وثبت
تلقن من شط أو أفسَدا
ثبتَّ على الحقِّ مثلَ الجبالِ
وما خفتَ يوماً حشودَ العِدا
ومن بين آلافِ من جاهدوا
تميزتَ بالصبرِ طولَ المدى
تقلدت نهجَ صوابِ الرؤى
وكنت بحكمتك المنجِدا
وكنت كطوق النجاةِ الذي
يمُدُّ إلى كُلِّ قلبٍ يَدا
وتحيي رميم شعوب غفت
لتبنيَ مجدَ الأباةِ غدا
فكنت السياسي والمجتبى
وكنت بدعوتك المرشِدا
سلام على أمة لم تزل
تُقدٌِمُ في أمرِها الأجودا
الحرية لقحطان
كأنكم نسمة الدنيا وبسمتها
مثــــل الربيع يزيد الصادقين نقا
من فيضكم تستقي الأرواح معرفة
كأنكم بحر عزم ينسج الخلقا
شادوا من الطهر أهل العزم همتهم
وخيلهم في ميادين الفدى صدقا
قلوبهم مثل أزهار الربا حملت
طهر المبادئ واستنت بمن سبقا
روض المروءة روض طاب منبته
من فيضه مدَّ أغصان الفدى عـذقا
الله يحشرنا في ركب من صدقوا
ومن تسربل بالأنوار مذ خلقا
الله يحفظهم ما نسمة لثمت
غصنا بروضٍ وما هزت به الورقــــا
ويرفع الضيم عنهم بل ويخرجهم
من السجون كبارا لا يرون شقا
هائل الصرمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.