الحلف بالمصحف ووضع اليد عليه .
/ محمد سعيد أبوالنصر
السؤال :ما حكم الحلف على القرآن، وضع اليد على المصحف عند الحلف ، فلقد حلفت على المصحف بأنني سأترك تدخين السجائر وبعد فتره كبيره شربت مرة أخرى، لو سمحتم هل لي كفارة ؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الحلف بالصحف
المصحف هو كلام الله وصفة من صفاته فمَنْ حلف بالله انعقدت يمينه، ومن حلف بالمصحف كمن حلف بالله، لأن القرآن كلام الله الذي هو صفة من صفاته. قال ابن قدامة في المغني: (وكان قتادة يحلف بالمصحف، ولم يكره ذلك إمامنا، أي أحمد بن حنبل- وإسحاق، لأن الحالف بالمصحف إنما قصد الحلف بالمكتوب فيه وهو القرآن، فإنه بين دفتي المصحف بإجماع المسلمين).
فيصح شرعًا الحلِفُ بالمصحف وينعقد به اليمين، ما لم يقصد الحلف بالأوراق والغلاف دون القرآن المكتوب فيها
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" "(وَقَوْلُهُ: وَكَلَامِ اللهِ وَكِتَابِهِ وَقُرْآنِهِ يَمِينٌ) كَمَا لَوْ حَلَفَ بِالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ، (وَكَذَا) قَوْلُهُ: (وَالْمُصْحَفِ، وَلَوْ أَطْلَقَ) بِأَنْ لَمْ يُرِدْ بِهِ حُرْمَتَهُ أَوْ حُرْمَةَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ أَوْ الْقُرْآنَ؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا يَقْصِدُ بِهِ الْحَلِفَ بِالْقُرْآنِ الْمَكْتُوبِ فَكَانَ هُوَ الْمُتَبَادَرُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ، (لَا إنْ أَرَادَ) بِهِ (الرَّقَّ وَالْجِلْدَ) أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَا يَكُونُ يَمِينًا"
وضع اليد على المصحف عند الحلف
إن الحلف بوضع اليد على المصحف لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة، فهو من البدع التي استحدثها القضاة تغليظاً لليمين، ليكون أشد ردعاً للظلمة وأكثر تخويفاً لهم من الكذب.
قال الحطاب في مواهب الجليل: ... وأما التغليظ بالتحليف على المصحف، فقال ابن العربي هو بدعة لم يرد عن أحد من الصحابة، وقد أجازه الشافعية،
هذا بالنسبة للتحليف عند الخصومات، وأما فعل الشخص ذلك من تلقاء نفسه، فهو كسائر الأيمان، وإن كان فاعله صادقاً فلا شيء عليه، وإن كان كاذباً فهي اليمين الغموس التي تجلب لصاحبها آثاماً كثيرة.
وينبغي للمسلم أن لا يكثر الحلف بالله سبحانه، لأن في ذلك ما يشعر بعدم تعظيمه الله، كما أن فيه نوع جرأة عليه سبحانه وتعالى، والله يقول: (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ... ) [البقرة: 224] ويقول: (واحفظوا أيمانكم) [المائدة: 89]. وقد ذكر الله من يكثر الحلف وأدرج وصفه ضمن أوصاف غير محمودة كالمشاء بالنمية والهماز وغيرهما، قال تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم).[القلم:]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.