الربيع والكنار
علي عوده
عاد الربيع إلى الحياة جليدا
والبدر أوغل في السماء شريدا
وتساءلت زمر الكنار عن الذي
أضفى على صخب الربيع جمودا
عار على الحسون يشدو لحنه
وكنار ذاك الدوح بات فقيدا
عار على الغابات تؤوي سربها
وحبيب ذاك الغاب بات وحيدا
عار على ناي الرعاة إذا انبرى للشدو
لم يندب صداه فريدا
أفقيد ذاك الدوح ليتك لم تزل
تشدو كما شاء الهوى غريدا
غنيت دهرا قد حباك شجونه
وحبوته لحنا أغر مجيدا
الناي بعدك يا فريد إذا شدا
ما كان إلا دمية وحديدا
والعود يا ملك القلوب معطل
هلا أتيت فتكمل التصعيدا
لبسوا الثياب السود يوم وداعه
لطموا على طول الطريق خدودا
هي شعلة همدت وذاب أوارها
هيهات دنيانا تجود فريدا
هو سيد الموال قيثار إذا
غنى تجاوبت السماء نشيدا
فبشدوه منح الزمان قلائدا
وبلحنه صاغ الوجود قصيدا
وإذا الغواني ما سمعن ترنما
حتى حشدن خواصرا ونهودا
فإذا عصرن قدودهن صبابة
وقطعن في تلك الحدود حدودا
غنى... فأبكى كل صب هائم
حتى تراكمت الهموم نجودا
قد أسكت الناي الجريح قلوبنا
لا همس لا أحلام لا ترديدا
فكأن هذا الكون بعد رحيله
موت. يبدد حلمنا تبديدا
إني وإن ودعته لكأنني
أودعت قلبي حسرة وصديدا
وكأن أوتار القلوب تعطلت
حين اصطفى رب العباد فريدا
علي عودهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.