أنا وفؤادي
يا فؤادي كُنتَ خلِّي وصديقي
كُنتَ نجْمي وَدليلي في طريقي
كنتَ صِنْوي وَنديمي وَرفيقي
كيفَ تنْساني وتسعى لعشيقِ
ثمَّ تأتي نادِمًا تشكو الزَّمانا
بعدَ أنْ لاقيْتَ ظُلمًا وَهَوانا
وَفقدْتَ الأمنَ حتى والأَمانا
بعدَ أنْ خِلْتَ الهوى عطفًا، حنانا
عُدْتَ لي بعدَ يقينٍ أنَّ صدري
بيتُكَ الدافئُ مهما امْتَدَّ عُمري
قدْ توقَّعْتَ الهوى يُنسيكَ أمْري
لا هوىً يضنيكَ هجرًا فوقَ هجرِ
عِشتَ عندي خاليًا منْ كلِّ همِّ
خاليًّا منْ كلِّ حرمانٍ وَغمِّ
لا تبالي بمديحٍ أو بذمِّ
بلْ بِعَيْشٍ هادئٍ فوقَ نجْمِ
كمْ تمنَّعْتُ وقاومتُ سِنينا
لمْ أعشْ ذُلًّا ولمْ أعرفْ حَنينا
كيفَ باللهِ تجاهلْتَ اليَقينا
وظَننْتَ الحُبَّ إنجازًا مُبينا
قدْ تعاليتَ ولمْ تحْفلْ بِنُصْحي
وتصوّرتَ الهوى خيرًا وَصِحّي
عُدْتَ مهزومًا بجرحٍ بعدَ جرحِ
عُدْتَ لي لا بأسَ نلْ عفوي وصفْحي
إنّما بالحقِّ قُلْ لي لا تُخادعْ
بعدّ أنْ كُنتَ بِقربي جدُّ قانعْ
كُنتَ ماذا؟ قُلْ وصارحْ كُنتَ ضائعْ
لِمَ لَمْ ترجعْ سريعًا هلْ أمانعْ؟
قالَ لي أَجْملَ ما يُكْتَبُ في الحًبْ
خاصَّةً إنْ قيلَ صِدْقًا ومِنَ القلبْ
وَلديْها كلُّ قولٍ كاذِبٍ عيْبْ
وأَنا كيفَ أرى أو أعلَمُ الغيْبْ
يا فُؤادي ما الذي ترجوهُ منّي
بعدَ أنْ بالغْتَ في بعْدِكَ عنّي
لا تعاتبْ يا صديقي لا تَخُنّي
مثْلما خانَ الهوى قُرَّةُ عيْني
يا صديقي كمْ وعودًا أسمعتني
وكلامًا دونَ فعْلٍ أشبعتني
وَأَنا مثلَ رضيعٍ أرضعتني
بظروفِ العيْشِ حتى أقنعتني
إنّما قدْ عُدْتُ للبيتِ الرؤومِ
حيثُ عشتُ العمْرَ حرًّا من همومِ
يا صديقي سوفَ نحيا في الغيومِ
رُبَّما أبعدَ منها في النجومِ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.