المشهد السادس
*** من عتم الغربة ***
ضاع العمر
إنتشت مرارتي
ب آلامه
تشبعت علقمه
فماعساها تفرز
بسمات موجوعة
تئن الشفاه
وهي ترسمها
أي من درجات الفحم
تصوغ ألوانها
إن أختارت الرمادي
عبرت عن إحتراق الفرح
وبرماد خموده
لونت إبتسامته
غاب الأبيض عني
و الحب فقد عذريته
طهارته مغتصبة
وفائه جثة ممزقة
على قارعة خيانة العهد
العهد
مهد الحياة لُحدَ
بمهده
الأسود لون دمعي
مافرط بي
ما فارقني
يرطب شفاهي
ويصبغها
الجفون تكحلت الحزن
عتمه بات منبعها
مجرى سيولها
سواد أيامها
حبر صفحاتها
ضاع العمر
أمتلكت أكبر مرارة
لإنسان
الكبد يستعمر كل مساحة
يمتد و يتمدد
أنشأ معصرته
يعتصر كل ذكرى
تستقبلها تلك
المرارة الحمقاء
مكرهة
من غير حول و لا قوة
تختزنها
دون اختزال
فأنا والحياة
كل يوم باعياد
كل يوم بحيرةٍ
ماذا أرتدي
ثوب هم
أم قميص غدر
لطخته كفوف المقربين
والعيد موائد
مالذ وطاب
من اطعمة فاسدة
فتات غربة
وطحين هجر
ام دقيق نكد
فالسنابل سوداء
فكيف الرغيف
هل يحرق الاسود بالأسود
هذا مأكلي وملبسي
وماترونه بأعينكم
هو عصارة كبدي
إلى متى يقاوم
يجاهد
كيف يفرز الفرح
لتنتشي مرارة الجسد
وتفرز البسمة
بسمة من قلب
ضاع عمره
بعصر الضباع
ضاع حنينه
تجبر انينه
جف وتينه
لغربته
نفذ امرها و انصاع
ضاع العمر
فقد الجهات
و تشابكت الاوضاع
يحافظ على ايمانه
بكل ما استطاع
فليس له غير رب عادل
يحمده و يسجد له شكرا
يتجلد الصبر
الامر لله وحده
فكيف لا يطاع
د. عفيل علاء الدين درويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.