نسيان متعمد ...
...
طبيب مرموق قال لي عليك أن تنسى غبار الأقاليم التي بارحت مكانها على غير أهبة في عز نومها الحريري . وحتى تلك الجموع التي تسلطت على مصيرها بنواجذ الترهل عليك نسيانها . فقد صفقت كثيرا لتماثيل الجليد . بينما كان الجو يبلع حمم النار . كانت الجموع واقفة على رؤوسها المشنوقة تتضاحك أطلالها بغبن الفقد . والقصائد بينها تترامى هشيما على غلظة الصبار المتوحش .
يقول الطبيب في آخر وصفاته المدهونة بفحم محلي : أن الدواء في مثل حالات القطاف يستوجب نسيان اكليل الذات المسروق . وناتج الفراغ يغري تفاصيل الحزن لكي تتحلل خلايا من خلاياها المزروعة سنوات حقبة خبيثة من الركود المتطاول على شهب الشمس الراحلة .
ذالك الطبيب الذي يحاول أن يوقف توابيت الخطر الداهم . لا يستشعر علاجا لجثث تزحف على بطونها العمياء ..
ذالك الطبيب لا يخفي سخطه من جثة خبيثة تعمر في ورم المصفقين .
وصفة النسيان خير علاج حتى يمر إعصار الجثث بسلام .
محمد محجوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.