حلم الفروسية
وطّنَ نفسَهُ في الحديثِ مع غلامِهِ الغليظِ الوجهِ، فيفصحُ عن مكنوناتِهِ بضربٍ من الحنينِ، وهو يقودُ الشيظمَ من خيلهِ، أما كوابيسُهُ التي ترافقُهُ في حلِّهِ وترحالِهِ، فكانَتْ لشخصٍ وقفَ عاجزاً عن إنقاذهِ، فالقدرُ قد يسرقُ منكَ أغلى ما تملكُ، يمتلكُهُ إحساسٌ مؤلمٌ جداً، عندما حفرَ في ذاكرتِهِ مشهدَ مقتلِ صديقِهِ الصدوقِ دفاعاً عنهُ، بينَ فكي أسدٍ هائجٍ في غابةٍ مدلهمةٍ أمامَ عينيهِ، دونَ أنْ يحركَ ساكناً، فلقد نسي أدواتَ صيدهِ في مَرَبعِ قبيلتِه قبلَ الرحيلِ، عندما وصلَ لديارِ رفيقِهِ، خاطبَ الزوجةَ الأرملةَ من وراءِ الخيمةِ: (لن يكونَ لي ذكرٌ في الأرضِ وأهلُ السماء لا يعرفونني) سأعودُ بعدَ انقضاءِ العِدة لأعيلكَ وأعيلَ أطفالكِ، فهم من الآنِ قرةُ عيني، قبّلهم واحداً بعدَ الآخرِ، حتى وصلَ لزوجةِ صديقِهِ، فجأةً انسكبَتْ جرةُ ماءٍ باردٍ على رأسهِ، فسألَتْهُ زوجتُهُ: منذ متى وأنتَ تقبّلُ أولادكَ بهذا الدفء؟! ثم مَنْ هي (جود) التي تنادي باسمِها وتحاولُ تقبيلها؟!
أمل الياسري/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.