خاطرة بعنوان:"يوم مولدي"
قابلته و الدمع معلق بجفنيه كورق الشجر أيام الخريف يروم لملمة فؤاده المنكسر و يرجو رجوعه إلى دفئ عشي المشتت،و كلي قد تبعثر فلم أعد أرى الموجودات كأنها تلاشت و اضمحلت كالحلم،لم أعد أرى سوى ضوء اشتقته و نورا أضاءني أحستته،أرقب حركاته،أستمع إلى أثير صوته،أصغي إلى خفقات قلبي،لم أنبس و صدري جب من الكلم ألوكه و الفرح يرقص كالحسناء بين أضلعي،طلب الصفح فصفحت،مسحت تبلل قسوته و نفضت غبار حزنه و أرخت عمري حينئذ كأنه يوم مولدي،و إذا ببسمة ترسو على بحره القرمزي أحالت محياه كشروق صيف بديع دافئ،و أنا غائص في لجج مقلتيه،تائه في زقاق السعادة،ضائع بين أبيات الغزل الماتعة،كان يخبرني عن نار شوقه و حرمان مشاعر اجتث أوردته و قض مضجعه،كانت الحروف تنزف من فاهه اللؤلؤي البائس،أما أنا فكان الشوق يطوقني كحبل مشنقة،يطوف حولي كالهنود الحمر،كنت أنظر إليه لأشرب من نبع ضيائه بلا ارتواء،و أقطف زهورا من على وجنتيه دون لأي والحب بين سحري كالبركان المتقد تموج فيه الحمم بعضها على بعض، صرت واقفا كالصنم لا أتحرك رابضا بمكاني لا أتزحزح،و عجلة الزمان تدور،و زماني بلا قدم تحركه،تعاهدنا على أن يسكن كل منا صاحبه،أن نمضي في طريق واحد و يد كل واحد في يد الآخر،و أن نجعل من روحينا روحا واحدة أبدية لا تفترق.
بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.