لما يخرفُ العمرُ
تكونُ الأيام قد رشفتْ
رحيقَ الزهور من تُويْجاتنا خلسة ..
ونبكي أطلالا وذكرياتٍ
ونتحسَّرُ....
**
نُهنِّد السيوف ونصقلها ، لما صمت
صريرها وأصابها الصدأ ..
وبآهةٍ نُرجعُها إلى أغمادِها
حين لا تقوى على الصد
ونتصبَّرُ....
**
يعقُّ الشَّيب الأسود فينا
فتتفسَّخ أصباغنا
وتتدلَّى الجفون
على تجاعيد الأخدّة
لتُليِّن مسالك العبرات
وتتطهَّرُ....
**
يخط خريف العمرعلى ترابنا
جداول لا تمحى..
وتجبن الدموع تحت الجفون
لتعلق على صفحات الرموش
حين أهملها الحراك
وتتكبَّر ....
**
نشعل الشموع
حول مرتع مرقدنا
نتبع أثر اللمسات
ورنين الهمسات
وما تبقى من عرق اصفرَّ على الجنبات ..
ونعصر ذاكرتنا لنستخلص
ذكرى غابرة من تجويف
ونتذكر....
**
نلعقُ حروفا من أغانٍ
قَرينَتنا أصابتْهَا الخالداتُ ..
وأوتارُ الحلق لا تتحمّل الصَّفْق ..
نحرّك هاماتنا
لنضبط دندنة الإيقاع
ونتحرر ....
**
أركان مراتعنا تشيع بشِعَاع العناكب..
والطيور الصغيرة تخطف رموشنا
لتُقيمَ أوكارها..
لكنها لا تستقيم..
نسيت أن حكمة البناء مشفرة ..
وقنها بين أ يدينا ..
وتتهوّر....
**
القصائد فقدت مناعتها
وتفكّكت أبياتها
فعَلَتْ تفعيلات البحور
لعل مراسي القوافي لا تجديها
وسفننا هرمت
لا تقدر على الموج الراقي
بين أنياب الحركات والسواكن..
ونتستَّر ....
**
ها نحن نبكي أطلال عكاظ والمعلقات ..
وننبُش الماضي
لنسقي ما يبس من شتائل القافية
وفسائل العروض
وما نجا من الاحتراق..
وإعصار اليُخوت
يدفع قواربنا إلى الشّطّ
لتعانق أنياب الصخور
ويفسد شعرنا
ونتأخَّر....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.