حكاية أبي و أمي مع الزمن
شاب خباز
فخور و واثق بنفسه
و صبية تنتظر
الفَرَج من ربها
تتحايل و تتسلل
لتسرق نظرة بشوق
للفَرَّان الفتى
العامل عند أبيها!
يَلْحَظها بغمزه من عينيه
إشارة!
فهمت
الرسالة وصلت
وأنا لها...
أَكَلت من خبزه
المرقوق بيده
وكأن الخبز مسحور
بحبه أوقعها!
الأب متعاظم
ومتعالي مَلَكَ أمرها
وأم الفتى احتارت
في أمر أبنها
في الطعام
وضِعَ كما قيل سحرها
فكان الأمر بفراش المحبة
جُمعنا...
أرض خصبة
و الفلاح يزرعها
في تسعة أشهر
أثمرت طفلا
وبتسعة
طفلاً آخر في حضنها!
تكررت التسعات
لأب متعسر الحال...
يُجاهد الدنيا في ليلها
و نهارها
لا يعرف الكَلل
و لا المَلل رجلا
خَبِز الحياة
من خَيْرها وشَرِها
يتيم الأب
في كنف الأم ترعرع
والأم مدرسة
في حضانة أولادها...
وأولاده جمعهم
بحب الأبُوَة حنانا
يُكَافِح ما استطاع بحَلالِها
لا بحَرَامها
وَصَل الليل بالنهار
مناضلاً مكافحاً...
يجني لأهل بيته
حاجاتها ومصاريفها
و الأم فوق أولادها
حارسة وأمينة مخلصة
وسند وعون
مُحبة لزوجها...
كم تَعَرَت لتكسو ابناً
للبس حاجتها
وكم أحجمت عن الطعام
لإطعام ولدها
و الأولاد
مع أولاد الحي يلعبون
لا يدرون
ولا يدركون
للهوِ أرادوها
في البيت كصغار
الدببة يتقاتلون
هذا يبكي وذاك يضحك
لأمهم يستصرخونها
الغسيل في الغسالة
والطبخة على النار
وبين أيديها
طفلا لفضلاته أخرجها
ما أحلاهم صغاراً
قالت الأم مراراً...
صرخة تسكتهم
و يخافون قضيبها
فراخ الطيور
كبرت و نبت ريشها...
الشجيرات نمت
والأولاد اشتد عودها
كالطيور المهاجرة
طارت وتركت عشها
كالشجر نمت
و نضجت بزار ثمارها
منهم من بني عشاً
سِيرة أبيه و سنته
حَضَنَ فراخه
و بأخلاق النبي خلقها
و آخر أرادها حُرية
ظنها خيراً...
فتفلت الأمور بجهالة
و انفرط عقدها!
وآخرين و ضعوا بذرةً
بغير موضعها
شهوةً و متعة ً
لا هدف كما الله أرادها...
مسؤولية من ؟
من أنْبَت ؟ أو من انحَرَفَ؟
الله رسم لنا طريقاً
بإرادتنا نسلكها
لا كحيوان مربوط بشجرة
بالعقل أكرمنا !
ولا كما الملائكة تفعل ما تأمر
بل بيدك أمرها!
"و نفسٍ وما سواها
فألهَمَها فجورها و تقواها
قد أ فلح من زكَّاها
و قد خاب من دسَّاها"
من عَمِل صالحاً
فلنفسه و من أساء
فعليها وِزْرَها و
ما أراد الله إلا خيرها...
حكاية أب و أم مع الزمن...
فيما مضى
و انقضى وانقطع زمانها
لا ملامة لأحد
للتاريخ حوادث مؤلمة
دروس و عِبَر نَتَعلم
و الأولاد للأحفاد تُعلمها...
القَسَمُ ... القَسَمُ
بأن الوالدين ما هذا أرادا
تجري الرياح
بما لا نشتهي و لا نريدها
و الضياع لِمَن
لا ميزان عنده أو عَطَّلَهُ
و الله رفع السموات
و وضع موازينها...
عبد العظيم كحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.