أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019

ليل طويل وطويل جدا"......بقلم : عبد المجيد الجاسم // ابو حيدر//

معلم:
ليل طويل وطويل جدا" ,النجوم تشع في السماء ,وقمر يستر وجهه ببقايا غيوم 0 وسكون هادئ ,وصمت ابدي لا يقطعه سوى نقيق الضفادع ,وأزيز الصراصير الحرارة عالية وليل صيفي غادر نصفه وبقي النصف الآخر ينتظر آهات المرضى وانين الجرحى وابتهالات المؤمنين 000بقي جابر طريح الفراش يتقلب فيه ذات اليمين وذات الشمال 0 يطرد أفكار ويجلب أخرى أمور شتى تنتابه قلق وخوف وتأنيب ضمير 000راودته أفكار لم تخطر بذهنه 000مغامرات 0مشاجرات 0سرقات 00وحتى اللحظات التي قدم بها خدمات للآخرين 000فيبتسم أحيانا ويقطب حاجبيه أحيانا أخرى 000حسب المشهد الذي ينتابه 000قرر أخيرا أن يبدل موقع الوسادة التي يضع رأسه عليها 000ولم يجد نفعا" لقد كان تعبا" منهكا" جدا"000الفراش لم يكن الفراش الذي اعتاد عليه 0 الغرفة لم تكن كمثل الغرفة التي كان ينام فيها 0 لقد كانت غرفة صغيرة جدا" لا تتجاوز الثلاثة أمتار . مربعة الشكل مسقوفة" بالقش ذات نافذة" شمالية مخلوعة من عبث الأطفال , وباب أشبه بباب إسطبلات مكسر ومرمرم يحكي قصة التربية والمعلمين 000وأسلاك كهرباء متدلية وصلت بطريقة أشبه بألعاب أطفال 000بعضها مجروح والأخر لف عليه ناليون لاصق يستعمل لتجليد الكتب والدفاتر 000
هذا أول يوم في حياته يبات وحيدا" في مدرسة قد عين فيها معلما" 000قرية" ريفيه نائية 000تقع على ربوة , والناظر اليها من بعيد يعتقد في الوهلة الاولى انها من مخلفات الرومان 00او خراب تركها أهلها 0
وبين قلق وتعب وأنهاك يغط في نوم عميق 0 لكنه نوم الخائف نوم الذي لم يتعود في حياته تغيير مكانه
ويختفي القمر وسط غيوم مدلهمة داكنه تحجب الرؤية ويغيب الكون في ظلام دامس ابدي 000وفجأة" يفيق جابر على دقات تتقدم تجاه المدرسة 0 فتح مقلتيه وأصنت جيدا" ورفع رأسه عن الوسادة قليلا" وعطل جميع حركاته لعله يدرك او يعرف مصدر هذه الدقات فالمدرسة التي يقبع بها بعيدة عن القرية مسافة" لابأس بها 0
لم يتبين شيء 0 الخطوات ليست خطوات بني البشر 0 راودته احتمالات شتى هل في المنطقه وحوش 000حيوانات برية ضارية ذئاب 0 قد يكون ضباع سيما وأنه سمع عن ا لكثير من هذه الحيوانات التي توجد في منطقة جبل عبد العزيز 0 والقرية ضمن هذه المنطقه 0 وكان قد وصل مساء" ولم يسأل أهلها عن طبيعة القرية 000ومرت الافكار في ذهنه دون تفكير سديد مرور الشريط السينمائي 00ثم ما لبثت أن توقفت الخطوات التي كان يسمعها 0 سكنت دقات قلبه قليلا" 0لكن جسمه بدأ يرتجف وبدأ يحدث نفسه لعل الخطوات كانت لشخص او أو 000أو لكن مذا يفعل جابر في اخر هذا الليل البهيم , وقال لنفسه لا يمكن أن تكون خطوات انسان 000ثم ادار نفسه يفتش بناظريه بين زوايا الغرفة المظلمة لعله يجد شيئا يدافع به عن نفسه فلم تقع عينيه على شيء 0فهم ان يشعل النور وقرر اخيرا" ان ينهض فليكن ما يكون 000فنهض بهدوء وبدات ركبتيه تضربان بعضما ببعض لم يستطع ان يسيطر عليهما لكنه اخيرا وضع اصبعه المرتجفة على زر الكهرباء وضغط الزر 000ولم يشعل النور لقد كانت الكهرباء منقطعة 0 فازداد الخوف خوفا" قطع اوصاله وبدات الرياح الهوجاء تزأر وقرر ان يغلق النافذه الصغيرة بوسادته فاغلقها دون ان يبصر ما وراءها 0 الباب موصد لكن أي دفع بسيط قد يفتح بسهولة 0
جلس على الفراش واسند ظهره للحائط الطيني وبدا يصنت جيدا 0 لم يتبين من خلال صفير الرياح أي دقات غريبة سوى خشخشة اوراق داخل غرفة الصف المجاورة تعبث بها الرياح المتسلله من خلال شقوق الباب والنوافذ 0 سكن برهة وتنفس الصعداء 000 ودعى الله ان ينجيه وقراء المعوذتين واية الكرسي 000وبدات الامطار تنهمر بشده انها عاصفة مطرية اعتادت المنطقه في هذه الفترة على امطار مبكرة في ايلول سكن الخوف شيئا ما ؟ وبدأ جابر ينتظر بزوغ الفجر بفارغ الصبر لكن الفجر ما زال بعيدا" بعيدا" على الحيارى والمساكين ؟ وبدات الغرفة تدلف الامطار على وجه المعلم جابر وفراشه وفي اركان عدة من الغرفة و حدث نفسه ما هذا المشهد ؟ كيف لي ان ابقى سنة دراسية كاملة وهل كل زملاءه مدارسهم مثل هذه المدرسه ؟ وتمنى لو لم يكن قد تخرج معلما 0 هل هذا سجنا ؟ لا000لا000فالسجن مبني من الاسمنت وفيه حتما ناس وشرطة ولا تدلف فيه الاسقف ولا حيوانات ضارية ولا00000 سوى الشرطة يطبقون القانون 000 وقطعت افكاره هذه صوت اقدام تقترب من الباب فارتعب وشد على انفاسه ونهض الى بنطاله المعلق واخرج قشاطة الجلدي المتين من البنطال وطواه بين يديه المرتجفتين 0 وحدث نفسه ماذا يفعل القشاط تجاه حيوان مفترس أو 000وحاول ان يسترق النظر من بين شقوق الباب عله يجد ما يهدا روعه فلم يتبين له شيئا وسط الظلام والامطا ر0000لكن وقع الاقدام قريب وقريب جدا" !
تراجع الى الخلف فلم يجد شيئا يسند به الباب المفكك وقرر ان يضع لحافه عسى ان ينفع شيئا فجلب اللحاف ووضعه جيدا على الباب الذي يتسلل من خلاله الهواء الممزوج بالامطار التي ما زالت تنهمر بشده
ثم جلس القرفصاء فوق الاسفنجة المتبقية من فراشه 0 وبدا يرجف بردا" وخوفا" واسنانه بدات تطقطق بدون ارادته 000والغرفة بدات تدلف من كل ركن فوضع اسفنجتة فوق راسه اتقاء المياه الصفراء المحملة برائحة القش المتعفن النازلة من سقف الغرفة 000 ثم ما لبث ان سمع الدقات تقترب عند الباب انها فعلا عند الباب بل هناك حركة دفع 0فنهض جابر مرعوبا" ووقف بعيدا في ركن الغرفة ممسكا بقشاطه بقوة 0والبيد الاخرى الاسفنجه
الباب يدفع باحتكاك ولطشات عشوائية وظل صامتا لاياتي بحركة حتى انفاسه كاد ان يحبسها ولا يسمع منه سوى طقطقة اسنانه بين الفينة والاخرى 0وكل ما دار في ذهنه ان الموجود امام الباب وحش هكذا يبدو لان منافذ شقوق الباب السفلية سدت باللحاف والعلوية اوصدت تماما بالظلام والوحش المفترض خلف الباب 000ووسط هذا السكون الذي طال لبعض الوقت والذي قد انهك قوى المعلم جابر
وفجأة" نهق امام الباب حمارا" نهيقا حادا وفجائيا صرخ معه المعلم جابر صرخة قوية دون ارادته خارت معه قواه من خلالها كاد ان يغمى عليه وبين خوف وارتياح لمعرفته ان الذي بالباب كان حمارا قد جرتة الرياح والامطار ان يلوذ بجانب غرفة المعلم جابر لقد تاكد جابر ان الدقات كانت عبارة عن حوافر الحمار وقد غادر راكضا فارتاح بعض الشيء وهدات اعصابة وجر لحافه من على الباب ليلف به جسمه لكن النوم غادر جفنيه 000 ومرت ساعة وهو يطمئن نفسه والعاصفة هدات والرياح استكانت وكل شيء بدا يوحي بالهدوء
ويبدو ان الفجر قد ارسل اول خيوطه من خلال شقوق الباب المتجة شرقا" فقرر ان يخرج لقضاء حاجه فشد عزمه 0000 وحدث نفسه لماذا الخوف الم تقرا عن البطولات 000 والقصص التي تحكي الشجاعة والقوة والباس فقال لنفسة اين انا من هذا 000 فتقدم نحو الباب فانزل المزلاج وفتح الباب بحذر لكنه فوجىء بما يشبه الافعى ملتفا على نفسه فما كان منه الا ان اوصد الباب بسرعة وحمل اللحاف وبسرعة تجاه الباب واوصده وحاول اغلاق جميع الشقوق الكبيره التي ممكن ان تنفذ منها الافعى المحتمله وحدث نفسه يا الهي ماذا افعل 000 ثم التفت داخل الغرفة التي اصبحت الرؤية فيه مناسبة يفتش عن عصا فلم يجد سوى كرسي خيزران مهترىء نالت منه السنون والليالي فقرر ان يكسر رجل الكرسي فكسرها 000 واخذها بيده في هذه الفترة قد لاح وجه الصباح والمعركة لم تنتهي بعد وقضاء الحاجه اخذ يلح عليه بقوة والانتظار اصبح صعبا" ان لم يكن مستحيلا واخيرا قرر ان يخرج راكضا ويحصل ما يحصل فمسك رجل الكرسي بيده وشد عزمه وازال المزلاج ونزع اللحاف وانطلق كالرصاصة راكضا نحو الخارج مطرودا 000دون ان يلتفت وراءه ؟ فما كان الا من كلاب القرية التي بدات تطارده وهو لايدري الى اين 00000الى مديرية التربيه تاركا حقيبته
بقلم : عبد المجيد الجاسم // ابو حيدر//
L’image contient peut-être : fleur, plante et nature

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.