انت الحياة..
كل يوم يدخل على زملائه ومرؤسيه في العمل انيقا حسن الهندام..كان يصاب بالغرور والعجب لمدحهم اناقته واطرائهم لذوقة في اختيار مايلبس..كانت الموظفات في القسم الذي يديره يتهامسن فيما بينهن ،مااسعد زوجته بهذا الزوج الانيق..
احيانا يستقبل بعض الضيوف في منزله فيسمع منهم الثناء والذوق الرفيع في حسن تناسق الوان الاثاث وجمال الستائر،وروعة مكتبته العامرة بالكتب ،وفي قرارة نفسه يقول ليس لي اي بصمة او لمسة في كل هذا بل حتى ملابسي واناقتي وحتى عطري هو من اختيار زوجتي..وكان ضيوفه يثنون على زوجته ولذة طعامها ونفسها الطيبة التي تترك نكهتها في الطعام..
كانت زوجته معلمة وام لطفلين ولد وبنت في المرحلة الابتدائية ،وكانا متفوقان في دراستهما،وكانت هي أيضا مجدة ومثابرة في عملها ،ودائما ماتسمع كلمات الشكر والثناء من مدير مدرستها والمشرفين التربيون ،مالم تسمعه قط من زوجها.
كان يعود من عمله متجهم الوجه قليل الكلام متذمر من العمل،رغم ان عمله اداري لايحتاج لمجهود كبير..لكنها رغم كل تعبها ومسؤولياتها المنزلية ،تستقبله بابتسامة مشرقة وتهون عليه عناء العمل،كان يشيح بوجهه عنها ويقول لها ماادرك كم اعاني..وهو يعلم حجم مسؤولياتها بيت واطفال ووظيفة واهتمامها بزوجها حتى جورابه وحذائه هي من تحضرهما له..وفجاة اصيبت بوعكة صحية دخلت على اثرها المشفى لمدة اسبوعان..وماادراك ماهذان الاسبوعين فوضى عارمةفي البيت..يذهب الى دوامة رث الهندام ملابسه غير مكوية،ذقنه لم يحلقها،اطفال يجب ايصالهم للمدرسة..
عاد يوما من عمله وهي يحمل بيده كيسا بداخله طعام جاهز من المطعم ،حتى اكلة بسيطة لايستطيع اعدادها،القى بنفسه على الاريكة..وحدث نفسه كم كنت انا ظالما بحق زوجتي ،كل هذا العمل تقوم به بمفردها،ولم اسمعها يوما تتضجر ،وكانت مبتسمة دائما رغم كل ماتعانيه من تعب ،مااقساني انا
خرج مسرعا الى اقرب محل لبيع الزهور واشترى باقة ورد وذهب للمشفى ودخل غرفتها ولما سمعت وقع اقدامه فتحت عينها وابتسمت وقالت له كيف تدبر امورك حبيبي بغيابي اعذرني ليس بيدي..قدم لها باقة الورد وطبع قبلة على جبينها ..وقال لها مااغباني لقد كنت احمقا..فانت الحياة ...ودونك الممات..
...............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.