في المدينة المقدسة مرة أخرى....
********
انتهت حفلة الميلاد.. ليس للمدينة المقدسة ذاكرة منظمة.. أمطرت السماء ماءً وغزاة. وكان الجندي الجديد يتنزه في حارات التاريخ والجغرافيا ورائحة الحزن مع صديقته القديمة ويقول: (اذا نسيتك يا حبيبتي تنساني ذراعي).. وقد نسي ذراعه في مكانٍ ما فنبهته الى الخيانة (تحب أورشليم أكثر مني) ضحكا وتابعا النزهة.. كانا يستعيدان ذكريات الحرب الأخيرة ويندهشان من امكانية الحياة بدون القدس ويروي لها بطولة لم يمارسها...
ابتاعا فلافل من بائع عربي صار يتقن اللغة العبرية بلثغة بولندية. (اعتادوا علينا. هل تعرفين ان الزمن ضابط في جيش الدفاع الاسرائيلي يترقى عاماً بعد عام... خلعت حذائها ومشت حافية.. (تريدين أن أثبت لك ذلك)... اشتري صحيفة من بائع عربي يروّج للطبعة الجديدة من صحيفة المساء بلغة عبرية سليمة...
للقهوة العربية مذاق لاذع وذاكرة حنظلية الايام كهزائمهم.......
ترى كيف تكون حياتنا بدون هؤلاء السكان كيف....؟
دخلا مسجد الصخرة وتبادلا قبلة على مرأى من قامة القداسة التي تنتصب منذ القدم ترقب الايام وتخاطب العابرين.....
لتشهد صاحبة المكان والزمان أن شعب اسرائيل حي.....
شعرا بالندم لأنهما قبل سبع سنوات... تبادلا قبلة هنا للذكرى باحساس السائح الذي لن يعود...
وها هما يعودان كل سنة؛ هذه القبلة ليست للذكرى بل هي لاستفزاز ذاكرة التاريخ وقداسة الايام..........
.. كم انت درويشٌ وانت ترقب الايام وتنقش وشماً بالقلم.....
*************
سليم الزغل....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.