في مقهى شعبي وعلى كرسي متهالك جلس يجتر عذاباته،وهو يمج أنفاس سيجارة رخيصة،كأنه يمتص منها نسخ الحياة،ويرتشف رشفات من كوب قهوة سوداء كأيامه التي اتشحت بالسواد منذ أعوام،تارة يلقي نظرات من عينيه المتعبتين من السهاد والقهر على المارة الذين يمرون أمام ناظره أجساد بلا تشكيل كمنحوتات لم تتم صقلها،وهو يتذكر ماضيه الجميل حيث كان زال حيا أما حاضره فقد توفقت عنده كل ما يمت بالحياة بصلة،إلا قوة التنفس التي بقيت تؤدي دورها ولم تتوقف،وتنفسه هو مؤشر يدل على أنه هو ذلك الكائن البشري الذي يتنفس الهواء كباقي بني البشر.أما غيرذلك فهو افتقده منذ سنين.
~~قوة التنفس ~~
عبدالقادرمحمدالغريبل
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.