المنافقون الجدد والمسجد الأقصي،، بقلم: صدي البطل: أيمن فايد
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: " هناك شئ فوق أكتافي متعطل " وأزيد عليه مخاطبا من يتوهمون خيرا في اعداءالأمة وبصدقون ويفرحون بدعواهم ووعودهم الكاذبة عن تحقيق السلام ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان لقد تحقق لنا في عقولكم وقلوبكم كارثة .. فعقولكم متعطلة وقلوبكم مريضة ممرضة .. ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وما جري منذ ساعات في المسجد الأقصي وما سيجري في الأيام القليلة القادمة تمهيدا لإعلان صفقة القرن أتحدث
المسألة الٱن اصبحت واضحة للعيان أنها ليست مجرد توافق الإدارة الأمريكية اليمينية المتطرفة بقيادة ترامب والإدارة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو بل إنها إدارة الغرب كله وعملائه من حكام العرب والمسلمين في نسف القضية الفلسطينية برمتها قضية الأمة الإسلامية المخورية، وحدث انهي إتفاق أوسلو فماكرون وترامب ونتنياهو لا يتحدثون عن حل القضية ولا حتي عن إدارة الصراع بل عن حل الصراع بالقوة وهما من معهم القوة .. بهذا الذي وقع في الجمعية العامة يبدا فصل جديد تماما من التعنت ضد الفلسطينيين وعموم المسلمين فترامب ذو الميول الصهيونية ينتقم من المسلمين أجمعين وليس الفلسطينيين فقط .. هل يعقل ان يتخذ ترامب ثمانية قرارات إنتقامية في أقل من سنة ضد القضية الفلسطينية، إن كلام كامرون وترامب واضح فلماذا يخدرنا اراذل الشعوب؟!!..
بسم الله الرحمن الرحيم ( وإذا جاءهم امر من الأمن او الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ) أذكر القوم ايضا بالٱية الكريمة ( ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم قل إن هدي الله هو الهدي ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ). يقول: رسول الله صل الله عليه وسلم ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) وأيضا أذكرهم بحديث ٱخر ( عدوك عدو دينك ) فهل تنتظرون بعد ذلك من أعدائكم المجتمعون عليكم الخير والسلام والعدل؟!!..
الغريب في الأمر ان هؤلاء النفر يتحدثون في كل شئ وعن كل شئ .. يتحدثون في السياسة من ألفها إلي يائها ولسان حالهم، ولسان مقالهم يوشي بأنهم علماء فقهاء كادوا أن يكونوا أنبياء .. وإذا ما تعرضوا أوتعرضت ٱرائهم او ما ينقلونه إلي الإنكسار والإنفضاح بعد أن خدروا شعوب المسلمين ومكروا بأهليهم وناسهم بمايقولون او ينقلون عن أعداء الأمة وما ينطقون به من كذب وحقد علي الله ورسوله .. وما يفعلونه من تٱمر علي المسلمين ومن التعدي علي مقدساتهم وأوطانهم ..وليست ليبيا وسورية والعراق وأفغانستان ببعيد .. نعم :علي الفور سيبادرك القوم بالقول الذي هو قاعدة "ناقل الكفر ليس بكافر" والقرٱن قد فعل هذا .. نعم ناقل الكفر ليس بكافر .. لكن هذه القاعدة لها ضابطها الشرعي، فما دام هذا الناقل ينكر ذلك ويعتقد بطلانه، ويتأكد هذا عندما ينقله للرد وببان بطلانه ونكرانه في نفس المعرض.
اما ما إستشهدتم به من أن القرٱن نقل كلام الكافرين وعقائدهم، فنعم صحيح، ولكن طريقة القرٱن في ذلك أعظم السبل وأبينها، فهو ينقل الكفر، ويبين ما فيه، ويدل الناس علي الهدي والصراط المستقيم.
وفي مرحلة أخري متقدمة سيقول هؤلاء السفهاء : نحن لا نعرف كثيرا في السياسة, وهذا نهجهم في كل مرة يقع منهم مثل هذا الهراء والعته والسفه
والسؤال المنطقي هنا لهم: إذا لماذا تتكلمون في أمور مصيرية لا دراية لكم بها أوليس للسياسة علم أوليست السياسة تاج العلوم؟!!..
تجدهم يتركون علي الفور مصيبتهم المتحققة تلك ويقومون بقفزة في الظلام كل منهم علي شاكلته ظنا منهم بانهم يسددون رمية بدون رامي:
فيتهمونك بأنك تريد ان تحجر عليهم وتمنعهم من إبداء ٱرائهم ووجهة نظرهم .. و إن حاججتهم بالعلم والمنطق والدين وذكرتهم بكلام الله ورسوله كما حدث معي كثيرا واليوم بالتحديد مع أكثر من شخص من هذا الصنف وكان ذلك بعد عدة دقائق من نشرهم الفقرات الخاصة من خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون والذي سبق خطاب نظيرة الأمريكي ترامب في ذات الشأن بيوم واحد ماكرون كان يوم ٢٥ / ٩ اما ترامب يوم ٢٦ / ٩ في موضوع حل قضية الصراع العربي الصهيوني .. الغريب في الأمر أن ما كتبه هؤلاء ونقلوه من تصريحات ( ماكرون وترامب ) كان اليوم ٢٧ / ٩ ومنهم من كان قبل صبيحة يوم الجمعة ٢٨ / ٩ بدقائق
ما أود الإشارة إليه هو انهم كتبوا ونقلوا اكاذيب الأعداء سواء كان ذلك قبل أوفي نفس التوقيت أوبعد توقيت إقتحام الصهاينة للمسجد الأقصي صباح يوم الخميس بٱلاف الإسرائيليين والتعدي بالضرب وإراقة دماء المسلمين وهم في حماية باقي قوات الجبش والأمن الإسرائيلي المدجج بالسلاح
هذه الٱية الكريمة من كتاب الله عز وجل أذكر بها نفسي أولا والذين جادلوا وهللوا وفرحوا واعتبروا كلام ( ماكرون وترامب ) حلا ونصرا مبينا، وإليكم نص ما نقلوه عن الرئيسين:-
... الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: قال يوم ٢٥ سبتمبر ( قمع الفلسطينيين لن يحل الصراع ) وذلك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة .. إن قمع الفلسطينيين وطرح مبادرات أحادية لن يحلا الصراع منتقدا بذلك سياسة نظيرة الأمريكي دونالد ترامب بشأن القضية.
... وفي اليوم التالي لخطاب ماكرون ٢٦ سبتمبر ترامب يفاجئ الجميع ويعلن "تأييده" حل الدولتين في خطوة مفاجئة، حيث أعلن أنه يريد حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو التصريح الذي يخالف كل سياسات ترامب إزاء الصراع حتي اليوم وأبلغ ترامب بنيامين نتنياهو في لقاء ثنائي علي هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. إن حل الدولتين هو الأفضل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني موضحا له سيكون علي إسرائيل ان تفعل شيئا جيدا للطرف الٱهر. وعبر ترامب عن أمله في الكشف عن خطة للسلام خلال شهرين او ثلاثة وأضاف أنه واثق بأن الفلسطينيين سيعودون إلي طاولة المفاوضات.
وأخيرا أذكر هؤلاء الحمقي والمنافڨين بقصيدة "ناموا ولا تستيقظوا" للشاعر العراقي معرف الرصافي ١٨٥٧ - ١٩٤٥ قالها قبل حوالي مائة عام لكنها تنطبق علي حالنا اليوم مائة في المائة .. إن كل ما قلته وما سأقوله ويقوله معي الشرفاء من امة محمد وما تقوله القصيدة ليس لكي نبين لأعداء الخارج والداخل حقيقة امرهم فام الطفل أدري بأبيه. ولقد اقيمت عليهم جميعا الحجة تلو الحجة، مرارا وتكرارا، ولا نقوله لكي نعريهم امام انفسهم ولا حتي لنفضحهم اما الشعوب فهم الٱن مفضوحون امام أنفسهم وأمام الشعوب.
لسنا بحاجة ان نصنع لهم ازمة مثقف توقعهم لأنهم يعملون ببجاحة سواء أعداء الخارج أو أعوانهم أعداء الداخل "أراذل الشعوب" من الأنظمةوالمعارضة ولا حتي المنافقين ولا حتي الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا، كل هؤلاء أقيمت عليهم الحجة. فمثلا أردوغان الذي تحدث بعنترية في الأمم المتحدة وبعد يوم وقعت حادثة المسجد الأقصي ولم نري منه شيئا .. والسيسي الذي تحدث عن الإرهاب وكالعادة ألصقه بالمسلمين أعرفت الٱن ما حدث في الأقصي وفلسطين بعد خطابك في الأمم المتحدة من هم الإرهابيين .. لقد جلست مع نتنياهو ساعتين علي هامش لقاءات الجمعية العامة هل أخبرك عما سيقع بعد يوم؟!!.. أم انه إستهان وغدر بك؟!!..
إذا إلي من نكتبها؟!!.. إلي من نتوجه إليه بقولها؟!!..
الإجابة: إلي الشعوب وهنا - وقفة للتركيز - نقولها عمليا للشعوب، ليس لكي نعري هؤلاء الأعداء عندهم لأن الشعوب عرفتهم جميعا في ربيعهم الداعشي ربيع نتنياهو بل لكي نهدمهم، وهدمهم هذا يحتاج إلي معالجة حتمية لثلاثة نقاط هي نقاط الضعف المطلقة عند الشعوب:-
١- غياب المشروع. ٢- غياب الأبطال. ٣- غياب الإعلام الشعبي.
هؤلاء الأبطال هم من سيملؤن الفراغ .. فما نقوله هنا هو المدخل الحتمي لبناء الثقة في هؤلاء الأبطال عند الشعوب .. ولأن هذه النقطة لابد لها من ساحة عبور وإختبار لكي يبرهن فيها هؤلاء الأبطال الحقيقيون وليسوا حاس البطولة المزيفة او سارقيها أنهم جديرين بالثقة ولاسيما وان بطولة الأمة والتي تسمي إرادة حاضرة .. فحذا ي أن يخدعنا الاعداء واعوانهم والمنافقين بصناعة مسارات هروبية وإدخالنا فيها والإكتفاء بالكتابة والخطابة او سلسلة من دعاوي المقاطعة المعهودة والمتكررة في مثل هذه الظروف او الإكتفاء بعقد ندوة او مؤتمر او حتي مسيرة او تظاهرة بل العمل في كل مامن شأنه وشأنه فقط في معالجة نقاط الضعف الثلاثة ٱنفة الذكر...
ياقوم لا تتكلموا إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم
وتأهروا عن كل ما يقضي بأن تتقدموا
ودعوا التفهم جيدا فالخير ألا تفهموا
وتثبتوا في جهلكم فالشر أن تتعلموا
أما السياسة فاتركوا أبدا وإلا تندموا
إن السياسة لو تعلمون سر مطلسم
وإذا أفضتم في المباح من الحديث فجمجوا
والعدل لا تتوسموا والظلم لا تتجهموا
من شاء منكم أن يعيش اليوم وهو مكرم
فليمس لا سمع ولابصر لديه ولا فم
لا يستحق كرامة إلا الأصم الأبكم
ودع السعادة إنما هي في الحياة توهم
فالعيش وهو منعم كالعيش وهو مذمم
فارضوا بحكم الدهر مهما كان فيه تحكم
وإذا اهنتم فاشكروا وإذا لطمام فابسموا
إن قيل هذا شهدكم مر فقولوا علقم
أو قيل إن نهاركم ليل قولوا مظلم
أو قيل ياقوم إن بلادكم سوف تقسم
فتحمدوا وتشكروا وترنحوا وترنموا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.