على قارعة الطريق
على رصيف الطرقات
غزلتُ بها أجمل الكلمات
على قارعةِ الطريق فُقدتُ
ومعجم المعاني في سُبات
رأيت الشروق والغروب معاً
ونور يحاوط كل الجهات
هَلعَتُ بنظراتٍ كانت كالسهام
بأميرةٍ لا تُشبه الإميرات
فكانت البدرُ بحسنها
وبُهِتَ الجمالُ فيها ثُم مات
هي عِقدٌ من الياقوتِ و دُرٍ
هي أرقُ ما جُمِعَ من الصِفات
هي أعذبُ من الشهدِ حلاوةً
هي أنقى من ماءِ المحيطات
هي من يَبسُط الهدوء كله
وهي عاصفةٌ تُثِيرُ الكائنات
هي من يُكتَبُ بها القصيد
هي كنزٌعتيق من الومضات
خصائل شعرُها أخر مارأيت
وكلامها أرقُ من الهمسات
أفكر بسجالٍ يُنصِفُها حباً
وطريقاً خالياً من العثرات
البحرُ غريقٌ في عينيها
وفي وجنتيها تدور المجرات
أَوقدتِ نارَ العشقِ بي وهلةً
وتارةً أسيرُ على الجمرات
فما أجملُ الوقوع بغرامها
في غرامها تُشفى الكدمات
وماأجملُ التيهِ في مدحها
ياروعةٌ تَخجلُ منها النسمات
أناضلُ عملاً لنيل حُبها
عسى يُنسِيني مُرُ الحسرات
أحببتها يوماً وما علمت
بأن لعنةَ حبها حتى الممات
كيف أستطيع أن أوصل
اليها ما تبقى من الروايات
فأنا لازلتُ بها متيماً
ولازلت أغفو معذباً لسنوات
كيف أستطيع أن أنساها
وأنسى ماخلفه رحيق ذكريات
فأنا اليوم أقف أمامها هزيلا
يتيما أفقد فيها الأمنيات
أَقفُ على شرفةِ الأماني
مودعاً والشجن يعيق البسمات
يوسف الجحاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.