أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الخميس، 12 مايو 2016

قصيدة (مدينتي تموت) للشاعرة رضا عبد الوهاب 11/5/2016

بالأمسِ كنتُ ولم أزلْ
أهوى الطريقَ والبيوتَ
وألعب جنب الأولادِ والبناتِ
أبكي وأضحكُ حتى أموت
أتلصصُ عبرَ الحاراتِ
كى أرىَ رجُلاً ينقرُ فوق
الطبول,,نزُفُه ,,وفوق الفروعِ
نهُزُها تتساقطُ,,,, بالتوتِ
بالأمسِ كنتُ طفلةً تبكي أرى
السماءَ بعيدةً وأظُنُّها مرسومة ً
فوق البيوتِ,,وإذا أطلَّ القمرُ
فوق رؤسنا,,كُنَّا نُسابقه حتى يفوت
وأراكَ يا أبتي فى وجهى تتبسمُ
حين تراني أرتدي تنورةً وألونُ
شفتايا ,,,وألعبُ بالخطوطِ
بالأمسِ كُنتَ ,,تَسقي الورودَ
وتطرحُ الأشحارَ يتلونُ الملكوت
اليوم يا أبتي ,,الشوارعُ بالدماءِ
مغسولةً والكلُ يصمتُ وأشُمُّ فى
الأرجاءِ رائحةً تفوحُ من التابوتِ
ماذا دهاكِ مدينتي تتعطرين بالدُخانِ
يملؤكِ السكوت,,وصوتُ مئذنتي
بُحَّ رَنينُها ما عُدتُّ أسمعُ آذاناً
ولا جرساً ,,كلُ شىءٍ فى مدينتي
يموووووووووووووووت
أين مجدي ؟ أين جَدي أين أين
أين يا أبتي ,,,أين النهار ؟
كلُ الأماكنِ مُظلمة ليلٌ أراهُ معتمٌ
الكلُ يا أبتي مات ,,,,انتحار
صوتُ القذائفِ تدوي تُزغرطُ
ويُصفقُ الكلُّ يُهللُ تجري دماؤنا
يا أبي ,,,,,,,,,,,أنهار
قُدسيتي ,,أين حماكِ وأرضُكِ
عراقُنا ,,فُراتُنا عاد التتار
سوريا ,,وليبيا ,,واليمن بلادىَّ
المسلمة لا أراها يا أبتي إنها تنهار
قد قُلتَ لي يوماً : بُنيتي هذي حُدود
مدينتي ,,وخُطوطُها تُحيطُ كل جَدارٍ
صدقتُ قولُكَ يا أبي وزرعتُ فى
كلِ شبرٍ زهرةً ,,داسوها بالأقدامِ
والأقذارِ,,,,,,هذي دموعي مزقت
مِخدعي ,,وفوق التُرابِ أنامُ على
الأحجارِ,,بالليلِ لا أتسترُ أخافُ
أن تنهشني كلابٌ,,,أخشى يا أبتي
أن يعتليني ,,,,,,,,,,,,العار
أصرُخُ لا ردَّ لي ولا صدىً
ولا طريق أمامي ,,كى أختار
الكُلُ صامتٌ لا يتكلمُ مكتومةً
أفواهُنا ,,,الكُلُّ فى انتظاااااار
قُل يا أبي وأنا فوق المقبرةِ ,,
تحت المقصلةِ ماذا أرى الموتى
يرقدونّ يترصصون كالأشجارِ
هل لي بجانبكّ يا أبتي مقبرة
تأويني ,,؟أخافُ كل ماحولي
تَلُفه الأخطار ,,إن متُّ رحمةً
وعزةً,,,وشهادةً ,,فإنَّ الموتَ
يا أبتي ينتقي ,,,,,الأحرار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.