( تَجَسٌَدي يا غادَتي )
لا أريدكَ طَيفاً كما النَسيمِ يَعبُرُ
ولا سَراباً في الصَحارى يَظهَرُ
أو بَعضَ وَهمٍ و في لَحظَةٍ يُبَخٌَرُ
كَم فَرِحتُ بِكِ حُلما يُراوِدُ مهجَتي ... يُكَرٌَرُ
في كُلٌَ لَيلَة بِروحي يَسهَرُ
ٍ
نَهرُُ ومن شَوقِها رَغبَتي … يَهدُرُ
ضوءُُ يُشِعٌُ أحمَراً ... في وَريدي يَعبُرُ
يا لَها ظِلمَةُ لَيلِنا ... لكِنٌَهُ إذ يَنجَلي
واللٌَذٌَةُ فيهِ مِنَ الشِفاهِ تُهمَرُ
وفي الصَباحِ تَغيب تُحسَرُ
فيالهُ وَهمنا ... والعِشقُ فيهِ كُلٌَ يَومٍ يَضمُرُ
مَتى إذَاً يا غادَتي نَلتَقي ... أو حُبٌنا يُثمِرُ
نادَيتُكِ في خاطِري والدُموعُ لِلمآقي تَغمُرُ
ويُحرَقُ بالدَمِ ذاكَ الوَريد ... يُسَعٌَرُ
وَيَهتُفُ في الوَتين ... ذاكَ النَشيد ... كَأنٌَهُ يَومُ الوَعيد
أينَ مَحبوبَتي ... تِلكَ الٌَتي لَها أُريد ?
يا لَهُ حُلمِيَ ذاكَ المَديد المَديد … وَيَستَمِرٌُ ذاتَ النَشيد
يُجيبَني الصَمتُ المَديد ... مِنَ البَعيد
عَبرَ الظَلام الشَديد …
تَرجِعُ الغادَةُ حينَما … يَنتَهي ذاكَ النَشيدُ العَنيد
أصرُخُ … كَيفَ أُنهيهِ قَد طالَ الوَعيد ?
يُجيبُني الصَمتُ إيٌَاكَ لِلنَغمَةِ أن تُعيد
في الظَلام ... يَظهَرُ مارِدُُ عِربيد
يَهمُسُ في الظَلام ... سِحرُُ وَيَسري في الوَريد
ُ
أشباحهُ لا تأتي إلَّا في الظَلام
فَتُكثِرُ الأحلام … في العتمَةِ على الدَوام
هَتَفتُ لَن أعيشَها تِلكُمُ الأوهام من جَديد
أيُّها الصَمتُ الرَهيب
لا أريدُها تِلكُمُ الأحزان … ذاكَ النَحيب
أريدُ غادَةً كُلٌَما نادَيتها … حَقَّاً تُجيب
لَحماً كَذا في الدَمِ والروحِ بِعِشقِها ذاكَ الرَهيب
تُشعِلُ الإحساسَ ما بَينَنا عَن قَريب
و تُسبِلُ لي جَفنَها وتَهمُسُ ... هَل تُريدُ قُبلَةً ؟
يا بِئسَهُ لِكُلٌِ مَن لا يَستَجيب
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ….. سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.