الحظ ..
مقالة بقلم وعد الله حديد
في الثالث عشر من تموز 2019
يؤمن الكثير من الناس بشئ اسمه الحظ ,حتى لو لم يصرحوا علانية بذلك,ففي
قرارة انفسهم يجدون اثار ذلك ( الحظ ) جلية واضحة عند الاخرين عندما ينظرون
اليهم بمنظار ضبابي ملؤه حقد وحسد ,فبحبوحة العيش والتفوق والنجاحات
المتواترة لدى اولئك ( المحظوظين) لا تفسير لها لديهم سوى انها (ضربة حظ)
وهذا منطق افلج بحد ذاته ولن تجد له تفسيرا منطقيا على الاطلاق.
ان
موسوعة الحظ الافتراضية لدى البشرهو ايمان مطلق وحقيقة راسخة لاتقبل جدلا
ولا نقاشا من اى نوع مثل طلوع الشمس وانهمار المطر وظواهر كثيرة اخرى ,
ينضوي الحظ تحت خيمة عامرة بمسميات كثيرة اخرى فالشطارة والقدر والاحتيال
و(اللغف)احيانا اخرى وربما الوراثة ستجد كل ذلك حاضرا تحت الخيمة البائسة
تنتظر البائسين العاجزين من بني البشر للاستعانة بها حين الحاجة او لكي
يطلقونها جزافا على نماذج معينة من المتفوقين والناجحين غير ابهين او
مبالين بمهزلة المقارنة او التشبيه.
ومن بين تلك المسميات مفردة حاضرة غير غائبة انها (القدر)
وليس لهذا القدر مدلولات متباينة او غير واضحة فالقدر مفردة مطلقة ذكرت في
اكثر من سورة في القران الكريم ,اذن لامجال للقفزفوقها اومجانبتها بل
الايمان بها خيرا وشرا, ولكن ...
ليس بالقدر الذي نوكل به جميع
اخفاقاتنا وهفواتنا وعدم التزامنا ونوهم انفسنا ونوهم الاخرين انه (قدرنا)
ونجعل منه شماعة نعلق عليها عوامل فشلنا المتكرر ,فان نسلم امرنا للقدر
ونقعد مع القاعدين فهذا محض هراء فالتسليم والقنوط ضرب من ضروب الفشل .
بعد كل هذا ..
هل يكفي ان يكون الانسان محظوظا او ان قدره ساقه باتجاه مستقبله الذي هو عليه وهو الذي هيأ له مستلزمات التفوق والنجاح؟
لا يقتصر التفوق والنجاح على مجرد ان يكون الانسان محظوظا او ان قدره قد
رسم ملامح تفوقه فليس التفوق رمية دون تصويب وليس المتفوق هداف افتراضي
,فلو نحن اعتمدنا مبدا الافتراضات وضللنا نحلم ونحن في تمام اليقضة سنكون
في اخر المطاف في دوامة وهم كبير وسبات لا استفاقة بعده .
اننا لو
نظرنا الى الامر بجدية اكبر ومهنية اعم واشمل لوجدنا ان الطريق الى النجاح
ليس دوما ممهدا وليس على جانبيه ورودا وازاهر طوال الوقت .
اما
الشطارة والحيلة وما بينهما النصب واذنابه فكلها مفردات بليدة جوفاء لاوجود
لها الا في عقول البلهاء والفوضويين واكثرهم السذج من بني البشر الذين
يظنون (ولسوء تقديراتهم)ان التجارة الرائجة و العلم والنجاح يقف خلفها اناس
(شطار) ومحظوظون.
ونخلص الى القول ان اي علم او تجارة او نجاح فائق
لن ياتي ابدا بالتشدق والتمني ورفع عددا من الشعارات الزائفة فلا المحظوظ
ولا غيره من شطار القوم كانوا ابدا مقياسا للنجاح وليست الوراثة شريكا في
المعادلة
فالتفوق ايها السادة والنجاح بجميع صوره البراقة متلازمتان
والقاسم المشترك الاعظم بينهما هو الجد والمثابرة وما بينهما سهر الليالي
وتاتي الارادة القوية والعزم والمطاولة لتدعم بقوة مبدا الجد وترسخ مفاهيم
المثابرة والوقوف بوجه الملل وعدم السماح لها التسلل الى مواطن الضعف في
النفس ,تلك هي مسلمات تصب طوعا في بودقة النجاح وتعبر بالمرء الى بر الامان
حاملا ثمرة الجهد الاكبر وعناء الرحلة الشاقة .
وعد الله حديد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.