فِقهُ الشعير
سنينُ الدهرِ قاطبةً مرورُ
وفوقَ قُصورِها تُبنى قبورُ
وما لي في دمي العاري ديارٌ
ولا غيرُ الترابِ كَرىً سريرُ
سقَيْتُ سنابلي من ماءِ عيني
لترتاحَ العجينةُ والخميرُ
علامَ أشدُّ حبلاً بعدَ حَبلٍ
وتُلقيني من القممِ النسورُ ؟!
إلامَ الثلجُ يلبَسُني حِداداً
ويزلِقُني بزئبقهِ الغُرورُ
أقيسُ الوهمَ من ظلٍّ لظلٍّ
ومِسطرتي تُبعثرُها الكسورُ
تُجلجٍلُ في الصدى أفعى خفاءً
ومن جبلٍ تدحرجتِ الصخورُ
وغشّى الرؤيةَ البيضا ضبابٌ
وشيءٌ ما وراءَهُما يبورُ
تبدّلتِ *الأجندةُ في زماني
وصار الماءُ يرويهِ السعيرُ
تفشى القتلُ لُعْباً * كالأتاري
وسفْكُ دمائِنا أمرٌ يسيرُ
وهذا الدربُ من دِينٍ وتقوى
على بركاتهِ الحمراءِ سيروا !!
سليمانٌ بوادي النملِ يخشى
على نملٍ وخُفاهُ بدورُ
لأطفالٍ يتامى ألفُ جرحٍ
ولكنْ ليسَ للمُفتي ضميرُ !
وفِقهُ الدابّةِ الجرباءِ أسمى
ويكفيها من الدنيا الشعيرُ
يقايضُ يُمْنةً بالمالِ يُسرى
وفي كلتيهِما للنارِ بيرُ
غفا بالنومِ أعواماً طِوالاً
ودخّنَ في وسادتهِ الشخيرُ
لقَرنِ الثورِ أستاذٌ وقورٌ
تنافسَ في مَدارسِها البعيرُ
تسامقَ فكرُهُ الحَوْرِيُّ فهماً
ولكن فوقَ سالفِه قصيرُ !
وتشهقُ لذّةُ الفاني مَنالاً
ويزفرُ في جهنَّمِهِ الحصيرُ
ترنُّ الكأسُ في كعبِ الغواني
ويرقصُ فوقَ شعشعِها الضريرُ
ويبرمُ في نضيرِ البانِ خَصْراً
ويُغريهِ بأخمصهِ الحريرُ
ويلحسُ شِسعَ سُلطانِ الأواني
وليسَ بغيرِ لحيتهِ يميرُ
لها ذكَرٌ بلحيتِه وأنثى
تولّد منهُما العاصي الكبيرُ
تُخالطُه الهواجسُ مُقْشَعِراً
بكلِّ شُعَيرةٍ يزني شعورُ
وزيّنَ ذيلَه فيها بهياً
وراحَ على مناسكِها يدورُ
يموءُ كقطةٍ بشْباطَ فرَّت
ويلحقُها على شَبَقٍ زئيرُ .
محمد علي الشعار
16-3-2019
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.