الإنسان ..
الأحادي الأبيض ..
المتعدد الرمادي ..
الله سبحانه خلق الإنسان ..
كل حواسه ..
مشاعر .. أحاسيس ..
طبيعية مكتملة و غير مكتملة ..
ب نسب متفاوتة ..
عن الأخر ..
خلقه ب الفطرة ..
لكى تكون أحشائه مليئة ..
ب الطيبة .. ب الرقى .. ب الصدق .. ب الوفاء ..
ب نسب مناسبة ..
لكى ينشاء إنسان و يكون ف أمان ..
لكن ..
عندما يكبر هذا الإنسان و ينمو و يبلغ ..
و يكون كامل الأهلية ..
يصبح هو الوحيد المسيطر ..
ع كل جوارحه ..
ف يعدل من النسب ما يشاء ..
ف تجد إنسان
يزيد و ينقص من هذه النسب ..
من يزيد ..
يكون زهوا و روعة ل كل من يتعامل معه..
و خيرا و عطرا و بهاءا و بهجة ..
يتمسك ب المبادىء ..
لا يخضع ل أى أخر ..
لا يعرف ف حياته سوى اللون الأبيض ..
ف القلب .. ف الوجدان ..
مهما كان .. ف أى مكان ..
يجعل ل الحياة رائحة بستان ..
مهما كان .. ف أى حال من الزمان ..
يتمسك ب طيب اللسان ..
يتشبث ب الوعد .. ب العهد ..
كلمته هى مبدئه ..
مبدئه هو شرفه ..
كيانه هو أساسه ..
أساسه راسخ ع الأرض ..
طيبا .. طاهرا ..
هذا هو الإنسان الأحادي ..
أحادي الموقف ..
أحادي الأسلوب ..
أحادي ب مبادئه ليس المتعدد ..
حسب الظروف و المصالح ..
لا يأكل ع كل الموائد ..
لا يهمه إرضاء الناس ..
يهمه فقط إرضاء ..
ضميره .. و مبادئه ..
صادق دائما ..
و إن كان صدقه حائل بينه و بين الأخرين ..
لا ينظر ل أى أحد بل ينظر ل إنسانيته فقط..
من ينقص ..
هو العكس تماما ..
لأنه تلاعب ف النسب السامية الراقية ..
الذي خلق بها ..
و غيرها .. و بدلها ..
ل كل خبيث و خسيس ..
و أصبح عدوا ل كل من يتعامل معه ..
يكون شقاء .. سما قاتلا ..
يكون بلاء .. لادغا هالكا ..
يكون عناء .. قبيحا صادما .
لا يتمسك ب المبادىء ..
يخضع ل مصالحه فقط ..
لا يعرف بهاء اللون الأبيض ..
بل الرمادى هو لون قلبه و حواسه ..
كل جوارحه و وجدانه منعدمة تماما ..
يتمسك ب خبث اللسان ..
لا يفهم مفهوم الوعد و العهد ..
كلمته هى لعبته ..
لعبته هى خباثته ..
خباثته هى كيانه ..
كيانه هو أساسه ..
أساسه متهالك ع الأرض ..
خسيسا .. رخيصا ..
هذا هو الإنسان المتعدد ..
متعدد الموقف ..
متعدد الأسلوب ..
متعدد و س يظل المتعدد ..
حسب الظروف و المصالح ..
يأكل ع كل الموائد ..
يهمه إرضاء الناس ..
يتحول ف الحواس ..
كاذب دائما و كذبه ..
هو وسيلته ل خداع الأخرين ..
لا يوجد حائل ..
بينه و بين من حوله ..
كل شىء ف حياته مباح ..
يؤمن ب المقولة الخبيثة ..
ل مؤلف كتاب الأمير ..
ميكيافيللي ..
الغاية تبرر الوسيلة ..
أخيرا ..
البشر نوعان ..
نوعا أحاديا ..
نوعا متعدديا ..
هذا أبيض ..
ذاك رمادي ..
و الفرق بينهما ..
ك الفرق بين ..
مياة النهر ..
و ..
مياة المجاري ..
هذيان قلم :
: محفوظ البراموني :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.