«« فيم قضى عمره ؟؟ »»
رأيت نجارا يحمل نعشا الى السوق لبيعه
و رأيت ذات النعش يحمل ذاك النجار لقبره
فعجبت من المشهد و احترت في امره
و تساءلت ما عسى النجار قد فعل بسعر
هل نُفِق خيرا ليشيِّد بالجنة اسوار قصره
أم بُدِّر هباءا و زاد يوم الحساب من فقره
كم من سلطان أفنى زمانه و همه في عرشه
و ما أجداه و لا زاده العرش يوما في عمره
فكن ممن زرع الخير و غمر الكون بعطره
و نال الرضوان و لم يَكُف التاريخ عن ذكره
قضى عمره خدوما في السر كما في جهره
و قدَّم صالحا فيما تعلم و اخلص في دوره
و نل رضى الله و كن ممن نجح في طوره
و لا تكن ممن مناه المكسب ليرفع من قدره
إنِ المناصب له رحّبتْ انقلب عقبا من فوره
كالذئب تحسبه مبتسما و الأنياب قاتلة بثغره
أضربُ مثل حوت عاش و كان له شأن في بحره
تجبَّر و أرهب و هاجر كل مخلوق من دعره
لكن كيد الزمان كفيل و هو اقدر عن قهره
فأين هو اليوم بعد أن نفق و صار نسيا في قعره
فالحياة إبتلاء و قد يجعل الله كيده في نحره
فأين فرعون و نمرود و كل من طغى في عصره
إن الحياة فانية و المرء ما جناه سيحمله بظهره
إما يكون له شفيعا و إما سيكتوي بنار جمره
فإجتنب الخبيث و اسعد بالصالح و طهره
و لا تكن قاسيا كما العود فيطمع الخلق بكسره
و احذر البغيظ و كن حاضنا كما الزهر لعطره
و لا تكن رخوا كما الشهد يستهوي الناس لعصره
و لا تقل أجهل فما أُسْتُثْنِيَ كل جاهل بعذره
إن ابتليت فأصبر على الضر فالدهر كفيل بجبره
فالكل ماض وحده... الى بر موحش لطمره
و ستوضع نقطة الختام على صفحات دهره
حينها ستتبعه اعماله و كأنها ملتصقة بخصره
و سيُسأل عن حياته و فيما قضى ايام عمره
يزيد علوي اسماعيلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.