الثلاثاء، 2 يناير 2018

فيم قضى عمره ؟؟ بقلم الشاعر يزيد علوي اسماعيلي

«« فيم قضى عمره ؟؟ »»
رأيت نجارا يحمل نعشا الى السوق لبيعه
و رأيت ذات النعش يحمل ذاك النجار لقبره

فعجبت من المشهد و احترت في امره
و تساءلت ما عسى النجار قد فعل بسعر

هل نُفِق خيرا ليشيِّد بالجنة اسوار قصره
أم بُدِّر هباءا و زاد يوم الحساب من فقره

كم من سلطان أفنى زمانه و همه في عرشه
و ما أجداه و لا زاده العرش يوما في عمره

فكن ممن زرع الخير و غمر الكون بعطره
و نال الرضوان و لم يَكُف التاريخ عن ذكره

قضى عمره خدوما في السر كما في جهره
و قدَّم صالحا فيما تعلم و اخلص في دوره

و نل رضى الله و كن ممن نجح في طوره
و لا تكن ممن مناه المكسب ليرفع من قدره

إنِ المناصب له رحّبتْ انقلب عقبا من فوره
كالذئب تحسبه مبتسما و الأنياب قاتلة بثغره

أضربُ مثل حوت عاش و كان له شأن في بحره
تجبَّر و أرهب و هاجر كل مخلوق من دعره

لكن كيد الزمان كفيل و هو اقدر عن قهره
فأين هو اليوم بعد أن نفق و صار نسيا في قعره

فالحياة إبتلاء و قد يجعل الله كيده في نحره
فأين فرعون و نمرود و كل من طغى في عصره

إن الحياة فانية و المرء ما جناه سيحمله بظهره
إما يكون له شفيعا و إما سيكتوي بنار جمره

فإجتنب الخبيث و اسعد بالصالح و طهره
و لا تكن قاسيا كما العود فيطمع الخلق بكسره

و احذر البغيظ و كن حاضنا كما الزهر لعطره
و لا تكن رخوا كما الشهد يستهوي الناس لعصره

و لا تقل أجهل فما أُسْتُثْنِيَ كل جاهل بعذره 
إن ابتليت فأصبر على الضر فالدهر كفيل بجبره

فالكل ماض وحده... الى بر موحش لطمره
و ستوضع نقطة الختام على صفحات دهره

حينها ستتبعه اعماله و كأنها ملتصقة بخصره
و سيُسأل عن حياته و فيما قضى ايام عمره

يزيد علوي اسماعيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.