حديثى عن ظاهرة إرتفاع أسعار السلع فى المجتمع المصرى بشكل غير مقبول سيثير الكثير من البلبله وهذا حال الأمر عند تناول أى ظاهرة من الظواهر الإجتماعية كونك ستجد بإم عينيك إختلافات فى الرؤي عند تناول الظاهرة الى ثلاث فرق :-
الفريق الأول / قناعتة ان يستمر على ذات النغمة الخاصه بتقبل الأمر الواقع حتى لا يضع نفسه بين فكى الرحى فقد وصل الى مرحله من مراحل اليأس المتقدمة وترسخ فى وجدانه عدم التغيير لأن صوت البلابل محكوم عليه بالبكم .
الفريق الثانى/تجده مندفعاً قابلاً للإنفجار لما يكابدة من ويلات تلك الظاهرة ففى قناعته أن لا مجال للتغيير إلا بحرق اليابس والأخضر.
أما الفريق الثالث ويكاد ان يكون الغالبية العظمى فى مرحلة الحيرة والتوهان فقد تاه بين الفريقين مثل بنى إسرائيل فى أرض التية عندما عاقبهم ربهم على مخالفة تعاليمه بقوله ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَة عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَة يَتِيهُونَ فِي الْأَرْض ) فى انتظار معجزة من السماء لإنصلاح الحال .
إرتفاع الأسعار ظاهرة عالمية لا شك فى ذلك لكن يتم السيطرة عليها بوجود الأجهزة الرقابيه على السلع وتحسين مستوى الدخل فى محاولة للمؤامة بين إرتفاع السعر وبين الدخل المادى الذى يتقاضاه المواطن .
أما فى المجتمع المصرى فقد ظهرت تلك المعاناه لعدم توافق مستوى الدخل مع ضياع الضمير والجشع لدى المسيطرين على السلعة فى حد ذاتها سواء يتم إستيرادها من الخارج أو من الداخل وذلك لرفع قيمة تكلفة السلعة من لحظة التجهيز حتى الوصول الى المستهلك .
(الكل عايش ومحدش بيموت من الجوع ) هذه المقولة تتردد على ألسنة الكثيرين القادر منهم على سد رمق الجوع أو الجائع أصلا لقناعته بإن الشكوى لغير الله مذله وواقع الحال للباحث فى ما يراه من حوله يجد أن هناك الكثير ممن يموتون من الجوع أو يقتاتون على البواقى والفضلات فى سلال القمامه (الزباله ) اعزكم الله وذلك بعد دخوله فى معركة حامية الوطيس مع الكلاب والقطط السائبة .
عزيزى المتذمر الناقم رويدك فإنفجارك أو انتحارك ليس العلاج وكذلك صمتك ورضوخك للأمر ليس العلاج أيضا وكذلك أنت عزيزى التائة الذى ينتظر معجزة السماء وتعاقب الأجيال ليس العلاج لظاهرة إرتفاع الأسعار .
قد يقول القائل اذا ما هو العلاج المناسب للتغلب على تلك الظاهرة من وجهة نظرك وهذا حال المتمعن فى الحروف وهنا لزم على الكاتب أن يجيب فالكاتب من وجهة نظرى هو نبض الشعب المكتوب على أوراق الذى ينتظر التطبيق فى الواقع وسأتناول بمشيئة الله فى الفقرة التالية أهم الوسائل من وجهة النظر الشخصية لعلاج تلك الظاهرة.
إن أرتفاع الأسعار والحديث عنه يطول ولكن هناك عناصر موجزه لو حاولنا تطبيقها سوياً فبكل تأكيد سيتم السيطرة على جنونها وبالتالى ترويضها لصالح المواطن البسيط ومن وجهة نظرى الوسائل كالتالى :-
1 / مراقبة الله والخوف من يوم تقشعر له الأبدان وتبديل الجلود فيه للشعور بالإلم الشديد لكونها تحتوى على اكبر مركز للخلايا الحسية فى الجسد والتخفيف من أسعار السلع وهنا دور الكنائس والمساجد .
2 / توعية أفراد المجتمعات ونشر ثقافة أستهلاك السلع عن طريق المناهج التربويه والمنظمات الإجتماعية والجمعيات الأهلية وعقد الندوات .
3 / تكاتف القادرين وذوى الدخول والشعور بالفقراء عن طريق توفير السلع مثل موائد الرحمن فى شهر رمضان أو نشر ثقافة الكراتين التى يتم توزيعها بواسطة القوات المسلحة فى القرى والمحافظات الفقيرة .
4 / على المستوى الشخصى بالتوزيع على الجيران من طبيخ البيت ولنا فى رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم الأسوة الحسنة عندما قال فى الحديث الصحيح « يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك» وحبذا لو انتشرت بيننا ففيها من التعاون والمحبة الكثير .
5 / ترك الشئ أو السلعة وعدم شرائها وبالتالى سيخضع التاجر لبيعها بإرخص الأسعار حرصاً منه على المكسب حتى لو كان بسعر التكلفه .
6 / التشجيع على نشر ثقافة الجمعيات الأهلية في المجتمعات كونها الأقرب الى شرائح المجتمعات مع وضعها تحت الرقابه أيضا حتى لا تتغير رسالتها .
7 / ابنائنا وتعليمهم التعاطف والتسامح والرحمه بالأخرين والبدء بإنفسنا حتى ينصلح المجتمع ولا يكون هناك جائع .
هذه بعض الحلول من وجهة نظرى للقضاء على تلك الظاهرة ونسأل الله أن تلاقى آذان صاغية وعيون قارئة تطبق فى أرض الواقع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.