الخليل إبراهيم وذريته عليهم السلام...3
بقلم عصام قابيل
**************
ذهب إبراهيم إلي ذلك المعبد الممقوت ، ودخل المعبد ونظر حوله ، إنها أحجار عقيمة لاتنفع ولا تضر،ثم أحضر فأساً أعدها ليُحقق حجته علي قومه
إلتفت إبراهيم عليه السلام إلي تلك الأصنام القابعة في أنحاء المعبد يحطمها بفأسه ، وهو يتعجب من سفاهة القوم الذين اعتقدوا أن هذه الأصنام - التي لاتنطق ولاتضر ولاتنفع - تستحق العبادة والإبتهال ؛ فحطمها كلها إلا كبيراً لهم ،
كانوا يبجلونه ويعتبرونه قائدهم ، ثم وضع الفأس علي كتفه ؛ وذهب بعيداً ، وعندما جاء القوم متجهين إلى المعبد كعادتهم ليتحصلوا علي بركة آلهتهم المزعومة؛ حدثت المفاجأة ؛ وجدوا آلهتهم كُسرت وحُطمت .
أصابهم الذهول وانعقد اللسان، تجادلوا: من الذي جَرُأ علي هذا ، الكل يقدس هذه الآلهة ، ثم توقفوا قليلاً وقال أحدهم : سمعنا فتيً يذكرهم ( أي بسوء ) يقال له إبراهيم .
ذلك أن دعوته تركت أثراً في آذانهم من قبل ولم يكن يخوض في هذه الآلهة إلا هو .
ذهبوا إليه وأحضروه ، وبدأ التحقيق ؛ سأله كبيرهم :
من فعل هذا بآلهتنا ياابراهيم ؟
وهنا جاءت الفرصه لإبراهيم عليه السلام أن يقيم الحجة حتي يقتنع هؤلاء المغفلون بسفاهة مايفعلون ،
قال إبراهيم عليه السلام : لقد فعلها كبيرهم هذا فاسألوه ؟
قالوا جميعا في نفس واحد : لقد علمت ماهؤلاء ينطقون ، ولا يتحركون .
قال إبراهيم عليه السلام : أتعبدون من دون الله من لايسمع ولا ينطق ولا يضر ولاينفع !
نظر بعضهم إلي بعض ، فقد عقدت الحجة ألسنتهم جميعًا وقالوا في أنفسهم صدق الفتي وهز الإقتناع جنباتهم .
ولكن هيهات هيهات أن يتركهم الشيطان وقلوبهم منتكسة ، فقال رب العزة جل في علاه تصويرا للعقول المنتكسة التي لاتعي ولاتفهم
(ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ )
إنتبه قوم إبراهيم عليه السلام لقوة الحجة ، وانتبهت العقول للحظات أ إنها الحجة التي يقيمها ربنا جل في علاه علي عباده ؛ حتي لايأتون يوم القيامة فيجادلون ويقولون ماآتانا من نذيرٍ .
ولكن الفطرة المنتكسة دائما ما تخدع أصحابها....إنه عمى القلوب والإنتصار للعصبية الفكرية والعقائدية...
وهنا تأكدو أن إبراهيم عليه السلام علي الحق وأنه أيضاً هو الفاعل ، وأنه من تجرأ علي آلهتهم وحطمها , وكان لابد من عقابه عقاباً يليق بالانتقام لما حدث لها .
فكروا وتدبروا ثم كانت تلك الفكرة الجهنمية بحق ، ذلك أنهم جمعوا الحطب من كل مكان وأشعلوا ناراً ؛ هي أشد نارٍ أُشعلت علي وجه الأرض وحتي وقتنا هذا .
حتي قيل أن الطير كان إذا طار من فوقها وقع فيها من شدة لهيبها...
ولكن بقيت مشكلة أخري ، ألا وهي كيف سيلقون بإبراهيم فيها وهم لايستطيعون الإقتراب منها .
وهنا تفتق ذهن الباطل عن فكرةٍ أخري لاتقل رهبهً عن سابقتها ، ذلك أنهم فكروا أن يأتوا بالمنجنيق , وهو صورة من صور المدفع في أطواره الأولي وكانوا يضعون في هذا المنجنيق الحجارة أو قطع النار في تجويف مربوط بحبل مطاطي فإذا ما أرادوا أن يلقوها قطعوا الحبل فتنطلق الحجارة أو قطع النار بسرعة شديدة إلي العدو ولكن الوضع أصبح معكوسا في حالة ابراهيم عليه السلام .
اذ وضعوه هو في التجويف ليلقوا به إلي النار ،وضعوا إبراهيم في المنجنيق مكبل اليدين والرجلين وألقوا به إلي النار .
سبح إبراهيم في الهواء ذاهباً إلي مصيرٍ لايعلمه إلا الله جل في علاه مفتديا عقيدته وإيمانه بالله .
وفي تلك اللحظات الرهيبة وهو في طريقه إلي النار
#عصام_قابيل
بقلم عصام قابيل
**************
ذهب إبراهيم إلي ذلك المعبد الممقوت ، ودخل المعبد ونظر حوله ، إنها أحجار عقيمة لاتنفع ولا تضر،ثم أحضر فأساً أعدها ليُحقق حجته علي قومه
إلتفت إبراهيم عليه السلام إلي تلك الأصنام القابعة في أنحاء المعبد يحطمها بفأسه ، وهو يتعجب من سفاهة القوم الذين اعتقدوا أن هذه الأصنام - التي لاتنطق ولاتضر ولاتنفع - تستحق العبادة والإبتهال ؛ فحطمها كلها إلا كبيراً لهم ،
كانوا يبجلونه ويعتبرونه قائدهم ، ثم وضع الفأس علي كتفه ؛ وذهب بعيداً ، وعندما جاء القوم متجهين إلى المعبد كعادتهم ليتحصلوا علي بركة آلهتهم المزعومة؛ حدثت المفاجأة ؛ وجدوا آلهتهم كُسرت وحُطمت .
أصابهم الذهول وانعقد اللسان، تجادلوا: من الذي جَرُأ علي هذا ، الكل يقدس هذه الآلهة ، ثم توقفوا قليلاً وقال أحدهم : سمعنا فتيً يذكرهم ( أي بسوء ) يقال له إبراهيم .
ذلك أن دعوته تركت أثراً في آذانهم من قبل ولم يكن يخوض في هذه الآلهة إلا هو .
ذهبوا إليه وأحضروه ، وبدأ التحقيق ؛ سأله كبيرهم :
من فعل هذا بآلهتنا ياابراهيم ؟
وهنا جاءت الفرصه لإبراهيم عليه السلام أن يقيم الحجة حتي يقتنع هؤلاء المغفلون بسفاهة مايفعلون ،
قال إبراهيم عليه السلام : لقد فعلها كبيرهم هذا فاسألوه ؟
قالوا جميعا في نفس واحد : لقد علمت ماهؤلاء ينطقون ، ولا يتحركون .
قال إبراهيم عليه السلام : أتعبدون من دون الله من لايسمع ولا ينطق ولا يضر ولاينفع !
نظر بعضهم إلي بعض ، فقد عقدت الحجة ألسنتهم جميعًا وقالوا في أنفسهم صدق الفتي وهز الإقتناع جنباتهم .
ولكن هيهات هيهات أن يتركهم الشيطان وقلوبهم منتكسة ، فقال رب العزة جل في علاه تصويرا للعقول المنتكسة التي لاتعي ولاتفهم
(ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ )
إنتبه قوم إبراهيم عليه السلام لقوة الحجة ، وانتبهت العقول للحظات أ إنها الحجة التي يقيمها ربنا جل في علاه علي عباده ؛ حتي لايأتون يوم القيامة فيجادلون ويقولون ماآتانا من نذيرٍ .
ولكن الفطرة المنتكسة دائما ما تخدع أصحابها....إنه عمى القلوب والإنتصار للعصبية الفكرية والعقائدية...
وهنا تأكدو أن إبراهيم عليه السلام علي الحق وأنه أيضاً هو الفاعل ، وأنه من تجرأ علي آلهتهم وحطمها , وكان لابد من عقابه عقاباً يليق بالانتقام لما حدث لها .
فكروا وتدبروا ثم كانت تلك الفكرة الجهنمية بحق ، ذلك أنهم جمعوا الحطب من كل مكان وأشعلوا ناراً ؛ هي أشد نارٍ أُشعلت علي وجه الأرض وحتي وقتنا هذا .
حتي قيل أن الطير كان إذا طار من فوقها وقع فيها من شدة لهيبها...
ولكن بقيت مشكلة أخري ، ألا وهي كيف سيلقون بإبراهيم فيها وهم لايستطيعون الإقتراب منها .
وهنا تفتق ذهن الباطل عن فكرةٍ أخري لاتقل رهبهً عن سابقتها ، ذلك أنهم فكروا أن يأتوا بالمنجنيق , وهو صورة من صور المدفع في أطواره الأولي وكانوا يضعون في هذا المنجنيق الحجارة أو قطع النار في تجويف مربوط بحبل مطاطي فإذا ما أرادوا أن يلقوها قطعوا الحبل فتنطلق الحجارة أو قطع النار بسرعة شديدة إلي العدو ولكن الوضع أصبح معكوسا في حالة ابراهيم عليه السلام .
اذ وضعوه هو في التجويف ليلقوا به إلي النار ،وضعوا إبراهيم في المنجنيق مكبل اليدين والرجلين وألقوا به إلي النار .
سبح إبراهيم في الهواء ذاهباً إلي مصيرٍ لايعلمه إلا الله جل في علاه مفتديا عقيدته وإيمانه بالله .
وفي تلك اللحظات الرهيبة وهو في طريقه إلي النار
#عصام_قابيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.