مجنون
دع عنكَ غيريَ واستمِع لفؤادي
قد صارَ حُبُّكَ حُجّتي وجهادي
ذهبَ الذين تَنكّبوا دربَ الهوى
وبقيتُ أشهدُ كعبَتي ومُرادي
هذا اليقينُ وقِبلتي في مهجةٍ
لمّا تَزَل تَسعى بِذُلِّ وِدادي
عرفاتُ مَوعدُنا وإني عارفٌ
أنّ اللقاءَ مُقَدَّرٌ بسُهادي
فهَجرتُ جَفنيَ رغبةً في وصلِكم
وجلستُ أرقبُ قربَكم و بعادي
فتكلّمَ العُذّالُ عن ذاكَ الهوى
وذهبتُ ذِكرًا ضِحكةَ الحُسّادِ
وأنا أُجَدِّدُ حُبَّكم في خافقٍ
يهوى مزيدَ الجلدِ من جلّادي
فبحَقِكم زيدوا عليّ جلالَكم
ودعو الجمالَ لفَرحةِ الأعيادِ
إنّي الجنونُ بعينهِ في حَيِّكم
فليَدعُني قومي عشيقَ عِنادي
هذا الهوى شرعي وفرضي سُنّتي
فلتتركوني ناسِكًا في الوادي
أو فاقتلوني كي أكونَ شهيدَكم
أنعِم بهذا الموتِ في الأشهادِ
يا من جَبَلتَ غرامَكم في طينةٍ
وجعلتَ نارَ الحُبِّ في الأكبادِ
اُمنُن بوَصلٍ وليكن متأخِّرًا
إنّي قتلتُ الوقتَ بالمِرصادِ
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.