الوداع الأخير [ قصة قصيرة]
يكتبها . شحات خلف الله
عضو اتحاد كتاب مصر
««««««««««««««««««
"يوماً ما ستدرك أننى لم أُخلق لغيرك"
قالتها "سماح" بنت الأربعين غائرة العينين مكشوفة العظام الخالية من
اللحم رغم تقاسيم ملامحها التى كشفت عن جمال صُنع الخالق فى الخلق وهى
تحتضر على فراش الموت لذلك الزائر الذى سمع من صديقتها المقربة أنها تتمنى
أن تراه قبل أن تغادر الحياة الحبلى بالمشاعر المتناقضة منذ ولادتها فى
أسرة متوسطة الحال والحجم ترتيبها بينهم الرابع بين الحب والكراهية
والمشاحنات والتسامح والغضب وختامها رفض لم الشمل بذريعة الصراع الأزلى بين
الأسرتين و فور سماع تلك الكلمات أمسك بأناملها التى تئن من وخز الإبر
العلاجية بين راحتية وراح يقبلها قبلة الوداع الأخير هنا وهناك ودموعة
تنساب فى أودية ذلك الفراش اللعين الذى أستطاع بجدارة أن يدفئ زمهرير
وفحيح المرض الخبيث القابع فى أحشاء "سماح" قائلا وهل هناك من يستحق أن
يحمل حروف أسمي غيرك بين النساء ، لقد أقسمت منذ الصغر أن تكونى أول النبض
وأن أكون الى جوارك مهما كانت العراقيل رغم أنف الجميع .
دخل الحاج
"مصطفى" الغرفة وتسمرت أقدامة وجحظت عيناة فور رؤيتة "عاطف" ممسكاً
بإنامل أبنته "سماح" فى الفراش وقال بصوت مملوء بالغضب الشديد " أنت لا
تفهم لن تكون لك فقد أرتوينا من عداوة والدك حتى أصبحنا نتقيأ مواقفه "
نظر "عاطف" الى عمه الحاج "مصطفى" نظرة جمعت كل معانى الدمج والذوبان بين
الرجاء وطلب الرحمة فى مشاعر الفطرة السليمة والصبر على صراخ العم والحقد
المكتسب قائلا " يا عم والله أن أبنة عمى قرينة الروح وما تلك الدموع إلا
قربان مشاحنتكم أنت وأخيك وليس لنا إلا تلك الأنفاس التى تئن فى سرير
المريض وخبايا الروح ، وبين تلك الحروف حدثت شهقة تبعها الصمت السرمدى على
شفاه الحاج مصطفى وعاطف وكأنهما أتفقا على هذا الأمر رغم أختلافاتهم التى
وأدت الأرواح منذ ثورة المشاعر اللأرادية بين عاطف وسماح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.