أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأحد، 20 أكتوبر 2019

أنجم السماء بقلم الروائي قدري المصلح

الرواية : أنجم السماء 
الجزء الأول: مرارة الرحيل 
الروائي قدري المصلح.

كل أم على الأرض أمي، وهن ولادة أمكَ المرير وهن ولادة أمي. هل تعلم بأني الآن لا أحب حزن الأمهات؟ ليتني نبي يمنع الحزن بالدعاء عن قلب أي أم على وجه الأرض. 
الرحيل يعني شيئا من البقاء في ذاتنا أماكن يسكن فيها أحبتنا الذين لا يرحلون أبدا إلا برحيلنا. 
كيف أصبحت هذه المرأة أمي الآن، صدقا شعرت بأنها لا تختلف كثيرا عنها، بسمتها تشبه بسمة أمي، وحزنها يشبه حزن أمي ، ومذاق طعامها كمذاق طعام أمي، إنها تأكل كما تأكل أمي، وتشرب كما تشرب أمي، وتخفي حزنها كما كانت أمي تخفي حزنها عني .
________________________________________________
صحوت صباح يوم من الأيام أبحث عن أمي ولم أجدها ، أبي حدثني : 
- ستجب أمك اليوم ، كنت أشعر بفرح ، انتظرت مقدم أخي الصغير كثيرا ، ذهبت إلى مدرستي ، وأخبرت المعلم رغبتي ترك المدرسة باكرا ، وسمح لي المعلم مغادرة المدرسة بعد الدرس الثالث .
عدت إلى منزلنا ، شاهدت أخي الصغير ، كان جميلا جدا ، لكن ابنة جيراننا ندى اخذت أخي معها ، وبقي أبي في البيت يجلس بصمت ، بعد ساعة من الزمن شاهدت أبي يخرج من منزلنا باكيا ، علمت بحدوث شئ لم يحدثني عنه أبي ، ذهبت إلى منزل جيراننا أريد أن أعلم من ندى ماذا حدث ؟ 
قبلتني ، وقدمت لي الطعام ،وجلست بجانبي تطعمني بيدها وأخذت تحدثني:
- أنت طفلي من اليوم ،وأنا أمك ، كلما شعرت بالجوع أو العطش عليك أن تأتي إلي أنا من اقدم الطعام لك وأنا من إغسل ملابسك ، لا تحرم أمك من اطعامك بيدها ، عجبت من حديثها ،لكنها قبلتني من جديد وحذرتني أن أنسى هذا الحديث .
عدت إلى منزلنا ، لم يكن أبي قد عاد للمنزل ،نمت حتى الصباح ،وعندما كانت الشمس بلغت شيئا من مسارها شاهدت الكثير من النساء والرجال في منزلنا ، أخذت أبحث عن أمي ، وبعد وقت قصير وصلت سيارة إسعاف إلى منزلنا ،وكانت مركب الرحيل الأخير رحلت أمي وهي تنجب أخي الصغير بهاء ، بكيت كثيرا ، ذقت مرارة الحرمان طفلا صغيرا ، أمي رحلت وأصبحت بلا أم ، مرارة كادت تجعلني أموت ذلك اليوم .
ودعت أمي ،وسارت الجنازة من باب منزلنا للمسجد ثم للمقبرة وتدفن أمي وأعود أنا من المقبرة أجلس باب منزلنا أنظر للقمر ، كنت أجلس وحيداً ، وشعرت بيد تلعب بشعري وتمسح دموعي عن وجهي ،نظرت بجانبي وكانت ندى وقالت :
- قلت لك أنا أمك وأمك لم تمت ، قبل رحيلها إلى المشفى كانت تعلم بموعد رحيلها من الدنيا لا تعلم هل تعود أم لا قالت إذا حدث شئ لي أنت أم علاء لا تبخلي عليه بوقتك ، أنا بجانبك الآن لا تبكي ،يوما من الأيام جميعنا سنركب مركب الرحيل ونلحق بها حيث ترقد بسلام ونرقد معها.

يتبع الجزء الثاني من رواية أنجم السماء 
للروائي قدري المصلح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.