..... الأشجار الحمراء ......
هكذا .. أو هكذا .. إنما هكذا
حيث الجدران تتكلم عن تاريخ
تجرح كبرياؤه
يحمل بين طياته تجاعيد الزمان والمكان
فمن لهب الشتاء ورماد الصيف
أمطرت الأشجار مناديل سوداء
وغفى اب وايلول في أروقة الصمت
يختنق بين حريق الشهيق
ينتظر صحوة الزفير
والفراشات تترنح بين الرماد
والريح تحلم بالندى
فكيف لجرحي أن يسهو عن نوارس
تقلد بالنحيب .. مخردقة الجناح
تلوح برقابها قبل نهوض النهار
وفارس يقيد بغصن رجليه بين عجلتين ..
في منعطف الطرقات
كيف تنقضي الليالي
ونواقيس الوجع تتضور
لصخب الجثث
واحتضار النعناع .. يوقظ ذكريات امواتي
تجولني بين بقايا أجساد
على حواف البحيرات .. يجللها التعذيب
وبابتسامة مصلوبة. .
تنام في حظائر النسيان
وكيف بكف ممزق .. سقطت الحور
وبكارتها لم تزل معلقة على حنجرة الجدران
تتنفس رماد الربيع
كيف لنسيان هذا الرحيل يا ابي
وآثار خرير الدم باق ..
على ملمس تراب الاشجار الحمراء
يذكر شجون الصباح النائم
على أكتاف القلب
فمن يضيئ عتمة ذاك الصباح يا أبي
يا أبي يابي .
من ديوان عصير الرماد ..
رحاب كنعان خنساء فلسطين. . غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.