حكاية العميلةٌ لإسرائيل
جلستْ تبكي في غرْفتِها
بأسىً من شدّة لهْفتِها
زوجٌ صانتْهُ بِعفّتِها
لم تدْخلْ حتى شرفتِها
عاشتْ معهُ بعدَ العرسِ
في وضْعٍ يزخرُ بالنحسِ
فالفقرُ يؤدّي لليأسِ
والظلمَةُ تبدو في الشمسِ
لم يبقَ مكانٌ للرجُلِ
من بعدِ سنينٍ في العملِ
جالَ البلدانَ بلا كللِ
حتى الحاراتِ بلا مللِ
في أرضٍ ضجّت بالمِحَنِ
من ظلمِ الحكمِ ومنْ فِتَنِ
لا يبقى من خيرِ الوطَنِ
للأهلِ سوى سُحُبِ الحَزنِ
مرّتْ سنتانِ بلا شغْلِ
لا مصدرَ عَيْشٍ أو دخْلِ
لم يلقَ أخيرًا من حلِّ
للعيشِ سوى ترْكِ الأهلِ
في الحارةِ جارٌ أخبرَهُ
عنْ حلٍّ قالَ تصوّرَهُ
لكنْ وعّاهُ وحذّرَهُ
ألّا يرْويهِ وينْشُرَهُ
قدْ صارَ الرزْقُ هناكَ قليلْ
والمرءُ كذا قدْ صارَ ذليلْ
لمْ يبقَ أمامَ الزوجِ سبيلْ
إلّا البيداءَ لإسرائيلْ
وَطَنٌ أضناهُ وأتْعَبَهُ
وتلاهُ الحُكْمُ وأرْهبّهُ
ولماذا أصلًا أنْجَبَهُ
حتى في الخصمِ يُرغِّبَهُ
في أرضٍ منْ عسَلٍ مزعومْ
وحليبٍ مفقودٍ معدومْ
قدْ عاشَ كما العبْدِ المذمومْ
مظلومًا محرومًا مهمومْ
جلستْ في الغرفةِ تنْتّظِرُ
كالشمْعَةِ كانت تحتَضِرُ
في القلبِ لهيبٌ يسْتَعِرُ
مثْلَ البركانِ سينْفَجِرُ
اعتاد الزوج متى قَدِرا
أنْ يُرسلَ مالًا أوْ خَبَرأ
ظلّت زمنًا نخفي السِرّا
حتى سمعتْ صوتًا نُكرا
وبلا إنذارٍ أيًّا كانْ
دخلَ الضبّاطُ بلا استِئْذان
جرّوها ظُلْمًا كالحيوانْ
لمْ تُحسبْ أصْلًا كالإنسانْ
التهمةُ كانتْ مألوفهْ
للناسِ جميعًا معروفهْ
ظلّتْ أعوامًا موقوفهْ
وكما الجاسوسةِ موصوفهْ
--------------------
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.